عربي ودولي

التمويل العُماني القطري وعلاقته بالإخوان المسلمين في مهاجمة السعودية والإمارات إعلامياً

تقرير خاص

تشير العديد من التقارير إلى تورط قطر في دعم جماعة الإخوان المسلمين مالياً وإعلامياً بهدف تعزيز أجندات سياسية تهدف إلى زعزعة استقرار دول الخليج، خصوصاً السعودية والإمارات. تم هذا الدعم عبر مؤسسات ومنصات إعلامية بارزة مثل قناة الجزيرة، التي اتُّهمت باستخدام محتواها الإعلامي لترويج خطاب الجماعة وتحريض الرأي العام ضد هذه الدول أبرزها توجهات الجزيرة الواضحه وإعلام الإخوان في الإقليم في الفترة الآخيرة في إطلاق حملات معادية لهذه الدولتين بشكل بارز جداً ومنظم. كما كشف تقرير لـ إندبندنت والمركز العربي لمكافحة التطرف عن تمويل مباشر من منظمات قطرية لإنشاء مشاريع ومراكز تابعة للإخوان في أوروبا، تهدف لتعزيز انتشار أيديولوجيتهم​ بشكل مباشر، ومنها تمويل إنشاء مركز النور في فرنسا بمبلغ يقارب 28 مليون يورو. هذا المركز يديره اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، وهو واجهة رئيسية للإخوان في أوروبا، تقارير أوروبية من آر تي أوضحت أن قطر الخيرية، وهي مؤسسة تدعي أنها إنسانية، استُخدمت كغطاء لتمويل نشاطات الإخوان، خاصة في أوروبا وأفريقيا. الوثائق تؤكد مشاركة الديوان الأميري القطري في التمويلات.

استخدمت قطر منصات إعلامية خارجية مثل قنوات مكملين ووطن والحوار، التي انطلقت عقب سقوط حكم الإخوان في مصر عام 2013، كأدوات لنشر محتوى تحريضي ضد السعودية والإمارات بالإضافة الى مصر التي تمثل في إطلاق هاشتاق يحمل العنوان #السيسي_خاين تم مشاهدة هذا الهاشتاق بشكل متكرر وملحوظ على منصة تويتر خاصة بعد إحداث السابع من إكتوبر وما تلاها من أحداث، هذه القنوات ترتبط بشخصيات إخوانية بارزة وتُدار بتمويلات تأتي من الدوحة. كما تعمل مواقع إلكترونية مثل عربي 21 وهافينغتون بوست عربي على نشر محتوى يدعم سياسات قطر ويهاجم دول الخليج بشكل ممنهج​ بالإضافة الى مصر والمغرب.

وفي سياق متصل الدور العماني الآخير، رغم أن عمان تُعتبر أكثر حذراً من قطر في دعمها للإخوان المسلمين، إلا أن تقارير تتحدث عن تداخلات غير مباشرة تشمل دعم جهود إعلامية مشتركة مع قطر لتحقيق تأثير أكبر في الحملات الإعلامية ضد دول مثل الإمارات والسعودية. هذا التورط يُفسر غالباً كسياسة خارجية تسعى إلى خلق صورة نمطية لدى الشعوب سواء في الشرق الاوسط أو أوربا من أجل الحفاظ على المصالح والنفوذ الإيديولوجي.

الدعم القطري-العماني للإخوان يأتي ضمن استراتيجيات سياسية تهدف إلى الضغط على السعودية والإمارات، خاصة في قضايا مناطق النزاع، فقطر كدولة صغيرة جداً وجيش لا يحسب، إلا انها استثمرت في الإعلام كوسيلة لتحقيق نفوذ سياسي منذ نشأتها، بينما يبدو أن عُمان تتعاون بشكل انتقائي لتحقيق مصالحها الإقليمية، مع الاعتماد على شبكة الإخوان لنشر رسائل تتماشى مع هذه الأهداف، ابرزها ظهور خطابات لسياسين بشكل ملحوظ كإستراتيجية تكاملية لتغيير مفاهيم الشعوب أو السيطرة على الرأي العام في هذه الدول. ويمكن اعتبار التمويل العُماني القطري ودعم الإخوان وسيلة استراتيجية تهدف إلى تقويض نفوذ السعودية والإمارات في المنطقة وزعزعة إستقرارهما الداخلي عبر أدوات إعلامية موجهة. هذا التعاون يكشف عن أبعاد جديدة للحرب الإعلامية في المنطقة، التي تعتمد بشكل كبير على استخدام الأيديولوجيا السياسية والدينية لتوسيع النفوذ، أظهر فيه إنتشار مهول خاصة بعد تبني إعلام قطر بشكل عام لأحداث غزة.

قناة الجزيرة تعتبر المنصة الإعلامية الأبرز التي دعمت الإخوان المسلمين، باستضافة شخصيات مثل يوسف القرضاوي، الذي دأب على التحريض ضد السعودية والإمارات عبر برامجه. كما دعمت القناة حملات إعلامية تهدف لتشويه صورة الحكومتين السعودية والإماراتية، بحجة دعم الديمقراطيه أو معارضة الحصار على قطر. ظهور قنوات مثل مكملين ووطن، بتمويل قطري، كان هدفها الأساسي مهاجمة الأنظمة الخليجية، كما أكدت وثائق عرضتها شبكة سي ان ان عام 2017 أن هذه القنوات أذرع إعلامية للإخوان لنشر خطابهم السياسي وتعبئة الشعوب ضد الحكومات، وفي عام 2014، تعرضت قطر لضغوط خليجية لقطع علاقاتها مع الإخوان المسلمين. ورغم إعلان الدوحة لاحقاً أنها طلبت من أعضاء الإخوان مغادرة أراضيها، إلا أن تصريحات لمسؤولين قطريين أظهرت استمرارهم في دعم الجماعة، بحجة أنها حركة دينية شرعية.

تقرير حفريات أكد أن منصات إلكترونية بارزة مثل عربي 21 ونون بوست تم تمويلها قطرياً لنشر محتوى يعزز أجندات الإخوان ويهاجم خصوم قطر السياسيين، خصوصاً السعودية والإمارات​

تصريحات لشخصيات إخوانية مثل أنس التكريتي، الذي يدير قناة الحوار، أشارت إلى تلقي دعم قطري لتنفيذ أجندات الجماعة إعلامياً في أوروبا والخليج. وهناك العديد من التقارير التي تقدم أدلة واضحة على دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين واستخدامها كأداة لمهاجمة السعودية والإمارات.

كما نشرت جريده المدينة أنه من خلال تمويل المشاريع الإعلامية والأنشطة المؤثرة في أوروبا والعالم العربي خاصة الأنشطة الدينية المسيسة، كشفت فيها تقارير استقصائية عن استخدام قطر لمنظمات خيرية كواجهة لتمويل جماعات إسلامية تتبع الإخوان المسلمين في أوروبا، مثل (الجمعية الإسلامية في فرنسا)، حيث مولت 22 مشروعاً إسلامياً بقيمة عشرات الملايين من اليوروهات، الوثائق تشير إلى أن جزءاً كبيراً من التمويل جاء مباشرة من الديوان الأميري وأفراد من عائلة آل ثاني​.

وفي سياق أوسع، التحالف القطري-التركي-الإيراني لدعم الإخوان المسلمين: أشار فيه تقرير أوروبي إلى أن اجتماعات التنسيق بين قطر وتركيا مستمرة لدعم أنشطة الإخوان في أوروبا، بما يشمل إنشاء مدارس ومساجد ومراكز إسلامية تهدف إلى تعزيز النفوذ السياسي للإخوان المسلمين في المجتمعات الغربية، وفقاً لتقرير المركز العربي لدراسات التطرف.

ذكرت تقارير اخرى صادرة من المركز أن قطر استثمرت بشكل كبير في الحملات الإعلامية والسياسية التي تستهدف السعودية والإمارات، خاصة عبر القنوات والمنصات الإعلامية الموالية للإخوان. كتاب (أوراق قطر)، الذي تحول إلى وثائقي، أوضح أن التمويلات وصلت إلى 72 مليون يورو شهرياً لدعم أيديولوجية الإسلام السياسي في أوروبا والشرق الأوسط. وفي سياق الإعلام القطري لدعم مساعيها وحلفاؤها السياسين في الإقليم خاصة إيران وتركيا أظهرت الرسائل المنتشرة توجهاتها بشكل واضح وإستغلالها لقضايا عدة منها قضية التطبيع وهنا يُوصى بمتابعة اليوتيوبر المغربي على قناته (مساحة) الذي أظهر وجه آخر لقطر بشكل موثق صدمت حتى الفلسطينين أنفسهم قبل شعوب المنطقة.

هذه نبذه من التقارير التي تدعم دور قطر المستمر في استخدام الموارد المالية والإعلامية والمشاريع الخيرية كغطاء لدعم الإخوان المسلمين بهدف التأثير على السياسات الإقليمية والدولية. هذا الدعم وتأثيراته السلبية على الشعوب التي تعاني منه دولاً حتى هذه اللحظة هو نتاج مثل هذه الإستراتيجيات المدمرة، حتى في ظل إدارة ترامب السابقة أتهم فيها بشكل مباشر قطر في دعم الإرهاب، نتج عنه قطع العلاقات السعودية مع قطر عام 2017، لكن بعد الضغط الإعلامي التي تعرضت له المملكة من الممكن إعتبار ذلك أحد العوامل التي أعادت العلاقات مع قطر، ومع ذلك الأحداث الآخيرة في الشرق الأوسط تثبت مرة آخرى أن قطر مستمرة في إيديلوجياتها ضد الدول المستقرة وشعوبها او بالأصح لن تتوقف عن تنفيذ أجندة حلفاءها خارج السياق العربي.

هذه الأسباب وغيرها من العوامل جعلت الشعوب ترى قطر كدولة أثارت الإضطرابات التي دمرت مستقبل شعوب المنطقة خاصة بعد التجارب التي تمر بها بعض الشعوب العربية منذ إنطلاق ثورات الربيع العربي والتي كانت يطمح أبناءها الى تغيير للأفضل لكن ما حصل هو العكس تماماً، وصل الحال الى محاولة تنفيذ هذه الدورات المزعزعة ضد جيرانها الخليجين، والسؤال هل حقاً الإعلام يعتبر سلاح بهذه القوة أم أنها أجندات مترابطة عززت دور قطر لتلعب دور أكبر من حجمها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى