رآي وفكر

“لو كنتَ حاكماً لصنعاء”

بقلم / محمد علي رشيد النعماني ..

في تجربة فريدة قررت أن أسأل الذكاء الاصطناعي عن الأساليب التي قد يتبعها إن كان هو الحاكم في صنعاء لمنع الجنوب من الإستقلال وإعلان الإنفصال وهنا كانت الإجابة مفاجئة ومثيرة حيث طرح الذكاء الاصطناعي مجموعة من الأساليب الملتوية التي تعتمد على التلاعب والقوة بعيداً عن الحلول السلمية والعادلة ولقد قمت بتوثيق هذه الإجابة كما جاءت مع تحليل كل نقطة على حدة .

١. التفرقة والتفكيك: زرع الفتنة بين الجنوبيين
أوضح الذكاء الاصطناعي أنه إذا كان هو الحاكم في صنعاء وأراد إجهاض مسعى الإستقلال فسيبدأ بتقسيم الجنوبيين إلى فصائل متناحرة هذا يشمل:
•إثارة النزاعات القبلية بين مختلف القبائل الجنوبية .
•دعم الفصائل السياسية الجنوبية المتصارعة لتقليل قدرتهم على التوحد وتحقيق أهدافهم .
لقد أشار الذكاء الاصطناعي إلى أن هذه الإستراتيجية تعد من أقدم الأساليب السياسية التي إتبعتها العديد من الأنظمة لقمع المطالب الشعبية حيث تعمل سياسة “فرّق تسد” على تقليل فاعلية أي حركة تحرر وطني .

٢. القمع والعنف : إستخدام القوة العسكرية
واحدة من النقاط الأكثر صدمة التي ذكرها الذكاء الاصطناعي هي اللجوء إلى القوة العسكرية فبحسب الجواب سيلجأ إلى :
•إستخدام القوات العسكرية لقمع الإحتجاجات والمظاهرات المطالبة بالاستقلال .
•إعتقال القادة الجنوبيين وتنفيذ عمليات اغتيال للقضاء على الشخصيات المؤثرة .
لقد كانت هذه النقطة مؤلمة لأنها تعكس مدى قسوة الأنظمة التي تفضل الحلول العسكرية على الطاولة السياسية .

٣. التلاعب الإعلامي: تشويه صورة الجنوب
من الأساليب الخطيرة التي ذكرها الذكاء الاصطناعي هي السيطرة على الإعلام حيث سيتبع سياسة تشويه صورة الجنوبيين عبر:
•نشر أكاذيب في وسائل الإعلام لتصوير الجنوبيين على أنهم خونة يعملون لصالح أطراف خارجية .
•تشويه صورة القادة الجنوبيين بوصفهم عملاء ضد وطنهم .
هذا يشير إلى أن الإعلام يمكن أن يصبح سلاحاً فتاكاً في يد نظام صنعاء لتوجيه الرأي العام وتغيير الحقائق .

٤. الفساد الممنهج: إستنزاف الجنوب إقتصادياً
أشار الذكاء الاصطناعي إلى أن الفساد سيكون أداة رئيسية في هذا الصراع إذا كان هو الحاكم في صنعاء فسيعمل على:
•حرمان الجنوب من الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز لصالح الشمال .
•نشر الفساد الإداري داخل المؤسسات الحكومية الجنوبية لتقويض قدرتها على إدارة شؤونها .
في الواقع هذه الإستراتيجية قد تؤدي إلى زيادة الفقر والبطالة في الجنوب مما يخلق حالة من اليأس والإحباط بين أبناء الجنوب .

٥. التهديدات الخارجية: عزل الجنوب دولياً
ذكر الذكاء الاصطناعي أيضاً أنه سيحاول عزل الجنوب دولياً عبر :
•فرض عقوبات إقتصادية على الجنوب لمنع أي نوع من الدعم الدولي .
•إستخدام علاقاته مع الدول الكبرى لمنع الإعتراف الدولي باستقلال الجنوب .
هذا الأمر يعكس سعي صنعاء ( أو الشماليين في الشرعية المعترف بها دولياً ) للحفاظ على النفوذ عبر الطرق الدبلوماسية حتى لو كانت على حساب حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره .

٦. تغيير الهوية الوطنية: محو ذاكرة الجنوب
من الأساليب الأكثر صدمة التي طرحها الذكاء الاصطناعي هي محاولة تغيير هوية الجنوب من خلال :
•فرض رواية تاريخية موحدة تخدم مصالح صنعاء وتقلل من قيمة تاريخ الجنوب وهويته الثقافية .
•تعديل المناهج الدراسية لتغيب فكرة التنوع وتعزز وحدة يمنية مفروضة بالقوة .
هذه الإستراتيجية قد تؤدي إلى مسح ذاكرة الأجيال القادمة من الجنوبيين مما يضعف إرتباطهم بهويتهم وتاريخهم .

٧. إستخدام الخداع السياسي: التفاوض لتضييع الوقت
وأشار الذكاء الاصطناعي إلى أنه لو كان الحاكم في صنعاء قد يلجأ إلى التفاوض الوهمي حيث:
•يعقد اتفاقيات زائفة مع الجنوبيين بهدف شراء الوقت دون نية حقيقية لتنفيذ أي وعود .
•إستخدام المفاوضات كأداة لتخفيف الضغط الخارجي بينما تستمر السياسات القمعية في الخفاء .
هذه الحيلة قد تجعل الجنوبيين يعتقدون أن هناك أملاً في حل سياسي بينما يتم تقويضهم بشكل تدريجي .

“نصيحة لأبناء الجنوب والمجلس الانتقالي”
في ضوء ما طرحه الذكاء الاصطناعي حول الأساليب التي قد تُستخدم لمنع استقلال الجنوب يجب على أبناء الجنوب والمجلس الإنتقالي أن يتخذوا عدة خطوات إستراتيجية لضمان نجاح مسعاهم نحو الإستقلال وحماية قضيتهم إليكم بعض النصائح التي قد تكون حاسمة في هذه المرحلة :

  1. التمسك بالوحدة الوطنية الجنوبية: إن الوحدة بين أبناء الجنوب هي العامل الأهم في مواجهة أي محاولات للتفكيك يجب على المجلس الإنتقالي أن يعمل على تعزيز الجبهة الداخلية الجنوبية والإبتعاد عن الإنقسامات التي يسعى الأعداء إلى زرعها .
  2. المواجهة بالشرعية السياسية : يجب مواجهة هذه الاساليب بأسس قانونية ودولية يجب على المجلس الإنتقالي أن يسعى للحصول على الإعتراف الدولي بقضية الجنوب وأن يرفع من مستوى الدعم الشعبي .
  3. حماية الهوية الجنوبية: يجب على المجلس الانتقالي أن يعمل على الحفاظ على الهوية الثقافية الجنوبية التاريخية وأن يروج لها في المحافل الدولية والمحلية من المهم أيضاً تطوير التعليم الذي يعكس تاريخ وثقافة الجنوب بشكل مستقل .
  4. الإستفادة من التكنولوجيا والإعلام: يجب على أبناء الجنوب إستثمار الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي لفضح ممارسات التلاعب والقمع التي يمارسها نظام صنعاء “أو حلفائهم في الشرعية” وتوضيح مطالبهم بشكل مستمر للعالم الخارجي .
  5. التصدي للفساد والعمل على الإصلاح الداخلي: يجب أن يكون المجلس الإنتقالي شفافاً في التعامل مع القضايا الإقتصادية وتوجيه الموارد لصالح الجنوب مع العمل على محاربة الفساد الذي قد يهدد تحقيق الإستقلال.
  6. التمسك بالقضية رغم التحديات: ينبغي على الجميع أن يدركوا أن الطريق نحو الإستقلال لن يكون سهلاً وأن هناك العديد من التحديات التي قد تواجههم لكن الإرادة الشعبية والإصرار على المطالب المشروعة هي الأساس لتحقيق النجاح.
    أخيراً أقول أن تجربتي هذه مع الذكاء الاصطناعي كانت مدهشة فقد كشفت لي عن طرق وأساليب قد لا تكون ظاهرة للعيان بشكل واضح لكنها قد تكون فعالة على المدى القصير ومع ذلك أكد الذكاء الاصطناعي في النهاية أن مثل هذه الأساليب رغم قوتها ستؤدي في النهاية إلى تفاقم الأزمات وازدياد السخط الشعبي فعندما يُجبر الشعب على العيش تحت وطأة القمع والتلاعب لا بد أن تكون اللحظة الحاسمة قريبة وسيكون الإستقلال خياراً لا مفر منه ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى