منظمةدولية تستأنف تقديم خدماتها في محافظة لحج بعد توقف دام 6 سنوات

أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الأحد، عودتها إلى ممارسة نشاطها الخدمي المتعلق بتقديم الرعاية الصحية للمهاجرين الأفارقة في المخيمات وتجمعات اللاجئين بمحافظة لحج، جنوب اليمن، وذلك بعد توقف استمر نحو ست سنوات بسبب نقص التمويل.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مشروع صحي جديد يهدف إلى استعادة وتوسيع نطاق الخدمات الصحية المقدمة للمهاجرين والمجتمعات المتضررة من الأزمات المستمرة في البلاد.
وفي بيان صحفي صادر عنها، أكدت المنظمة أنها أطلقت تدخلاً صحياً جديداً بدعم مالي من وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية التابعة للحكومة البريطانية.
وأشار البيان إلى أن هذا المشروع الطموح سيعمل على إعادة افتتاح مرفق رأس العارة الصحي في محافظة لحج، الذي كان قد توقف عن العمل منذ عام 2019 نتيجة شح الموارد المالية.
خدمات صحية شاملة للمهاجرين والمجتمعات المضيفة
وأوضح البيان أن المشروع الجديد يتضمن مجموعة واسعة من الخدمات الصحية التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للمهاجرين والمجتمعات المحلية.
ومن بين هذه الخدمات: توفير الأدوية الأساسية، وإعادة تأهيل المرافق الصحية، وتدريب الكوادر الطبية، بالإضافة إلى تقديم خدمات الطوارئ والرعاية الأولية، وصحة الطفل، والرعاية الصحية الإنجابية، فضلاً عن الدعم النفسي والاجتماعي والصحة العقلية.
كما ستعمل المنظمة على تعزيز مسارات الإحالة الصحية للمهاجرين والمجتمعات المضيفة، بما يضمن وصولهم إلى الرعاية الطبية اللازمة في الوقت المناسب.
وستشمل الجهود أيضاً تشغيل فرق طبية متنقلة لتوفير خدمات صحية في المناطق النائية والمحرومة، حيث يواجه السكان والمهاجرون تحديات كبيرة في الوصول إلى المرافق الصحية.
مشروع متعدد السنوات يمتد إلى مناطق أخرى في اليمن
ويعد هذا المشروع جزءاً من استراتيجية أوسع تمتد لسنوات، وتهدف إلى تعزيز البنية التحتية الصحية في عدة محافظات يمنية رئيسية، بما في ذلك عدن وشبوة والبيضاء وصنعاء ومأرب.
وأكدت المنظمة أن المشروع يسعى إلى “تعزيز حوكمة الهجرة القائمة على الحقوق على المدى الطويل”، من خلال بناء قدرات الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية المعنية بإدارة قضايا الهجرة واللاجئين.
وأشارت المنظمة إلى أن هذه الجهود تأتي في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها اليمن، حيث يواجه المهاجرون الأفارقة والسكان المحليون تحديات متزايدة بسبب النزاع المستمر، ونقص الخدمات الأساسية، وضعف البنية التحتية الصحية.
أهمية الدعم البريطاني
وفي سياق متصل، أعربت المنظمة عن تقديرها العميق للدعم المقدم من الحكومة البريطانية، الذي مكنها من استئناف عملها الحيوي في اليمن.
وقالت إن هذا التمويل يعكس التزام المملكة المتحدة بتعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية، ودعم الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك المهاجرون واللاجئون.
وأكدت المنظمة أن هذا التدخل الصحي ليس مجرد خطوة لإعادة تشغيل المرافق الصحية، بل هو جزء من خطة طويلة الأمد لتحسين نوعية الحياة للمهاجرين والمجتمعات المضيفة، وضمان تمتعهم بحقوقهم الأساسية في الصحة والكرامة الإنسانية.
تحديات مستمرة وآمال بالمستقبل
على الرغم من هذه الجهود الإيجابية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه تنفيذ المشاريع الإنسانية في اليمن، بما في ذلك انعدام الأمن، والقيود اللوجستية، واستمرار النزاع.
ومع ذلك، فإن عودة منظمة الهجرة الدولية إلى تقديم خدماتها الصحية تمثل أملاً جديداً للمهاجرين الأفارقة والمجتمعات المحلية التي تعاني من أوضاع إنسانية قاسية.
وتؤكد المنظمة أن تركيزها الأساسي سيكون على تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستدامة في تقديم الخدمات الصحية، من خلال تعزيز التعاون مع السلطات المحلية والشركاء الدوليين، بما يضمن استمرارية هذه الخدمات حتى بعد انتهاء المشروع.
ختاماً، تأمل منظمة الهجرة الدولية أن تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من التعافي والصمود بالنسبة للمهاجرين والمجتمعات المضيفة في اليمن، وأن تسهم في تحسين الظروف المعيشية وتعزيز حقوق الإنسان في واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الأزمات في العالم