مليشيات الحوثي تجبر مطاعم صنعاء على تقديم وجبات مجانية لعناصرها المسلحة

أجبرت مليشيا الحوثي الإرهابية، المطاعمَ الشهيرة في صنعاء على تقديمَ وجبات مجانية لمصلحة مئات الشبان والأطفال الذين استُقطبوا في الأيام الأخيرة من أحياء المدينة وأريافها إلى مساجد عدة بغية إخضاعهم خلال ليالي وأيام شهر رمضان المبارك للتعبئة الفكرية، تمهيداً لتجنيدهم.
وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء عن تنفيذ مشرفين حوثيين ومسلحين يتبعون ما يسمى مكتب التعبئة العامة حملة ميدانية استهدفت أشهر مطاعم المدينة وأجبرتها على تقديم إتاوات عينية ونقدية.
وأفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية أجبرت المطاعم على تجهيز وجبات إفطار وسحور يومية لأتباع الجماعة الذين ألحقتهم بأنشطة ودورات تعبوية مُكثفة في جامع الصالح والجامع الكبير ومساجد أخرى بالمدينة.
وأكدت المصادر أن قادة الجماعة المسؤولين عن تنفيذ برامج التعبئة والحشد إلى الجبهات، لم يكتفوا بذلك الاستهداف ضد أصحاب المطاعم؛ بل أرغموهم على دفع إتاوات مالية متفاوتة للصرف على تكاليف الحملات، وتحت اسم ضريبة مبيعات، وتُحدِّد الجماعة قيمتها بقدر الأرباح التي تكسبها تلك المطاعم.
واشتكى ملاك المطاعم من حملات الاستهداف، وأوضحوا أن فرقاً حوثية تواصل منذ أيام النزول الميداني لابتزازهم، ومطالبتهم بتقديم أصناف مختلفة من الطعام لعناصرها الذين يشاركون في أنشطة وبرامج تعبوية، بالإضافة إلى إلزامهم دفع مبالغ مالية تحت أسماء عدة.وسبق للجماعة الحوثية أن أجبرت مُلاك المطاعم في صنعاء وضواحيها على تقديم مختلف وجبات الطعام لطلاب المراكز الصيفية، ومسلحيها المنتشرين في كثير من الأماكن القريبة من تلك المطاعم، ولأسر قتلى الجماعة.
وتأتي الخطوة الحوثية في سياق تضييق الخناق على من تبقى من العاملين في القطاع التجاري؛ تارة بابتزازهم وإرغامهم على دفع جبايات لتمويل الجبهات، وأخرى باعتقالهم ومصادرة ممتلكاتهم.وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء، عن استقطاب الجماعة الحوثية قبيل حلول شهر رمضان بأيام مئات المراهقين والشبان، تتراوح أعمارهم بين 15 و23 عاماً، من أحياء وقرى متفرقة في صنعاء وأريافها، ونقلهم تباعاً على متن حافلات إلى جامع الصالح والجامع الكبير وجامع الشهداء بصنعاء، استعداداً لبدء تلقينهم الدروس والأفكار الطائفية.ووفق المصادر، فإن ذلك التحرك يأتي ضمن ما يُسمى «برنامج فكري» تنفذه الجماعة خلال ليالي وأيام شهر رمضان المبارك، ويشمل دورات تعبئة فكرية وطائفية وتحريضاً على الالتحاق بجبهات القتال.ومع دخول رمضان المبارك من كل عام، تكثف الجماعة الحوثية خطابها الفكري والتعبوي، وتحول كثيراً من المساجد إلى مجالس لتعاطي نبتة «القات»، وإلى ثكنات للاستقطاب والتعبئة، كما تُجبر السكان بمختلف أعمارهم في صنعاء غيرها على التزام توجهاتها ذات المنحى العنصري