تقرير خاص| مجاميع الحريزي تكشف وجهها الحقيقي.. وارتباطها بالحوثيين يخرج إلى العلن

الجنوب أونلاين|خاص:
أعاد الهجوم المسلح الذي استهدف القوات الأمنية في المهرة صباح اليوم الثلاثاء تسليط الضوء على المجاميع التابعة لما يُعرف بـ”لجنة اعتصام المهرة”، بقيادة علي سالم الحريزي، والتي لطالما قدمت نفسها بعبارات “الاعتصام السلمي” و”الدفاع عن السيادة”، في حين تؤكد الحادثة الأخيرة أنها تنشط كقوة ميدانية موالية لجماعة الحوثي.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن المجاميع التي اشتبكت مع القوات الحكومية حاولت بشكل مباشر منع نقل القيادي الحوثي المعتقل محمد أحمد علي الزايدي، في تحرك يراه مراقبون دليلاً واضحًا على حالة “التنسيق والتكامل العملياتي” بين الحريزي والحوثيين.
ويُتهم الحريزي منذ سنوات بإدارة شبكات تهريب تمتد من سواحل المهرة إلى الداخل اليمني، بينها خطوط يُعتقد أنها استخدمت لنقل أسلحة ومعدات تقنية لصالح الحوثيين، فيما ظلت تحركاته تُغطى بخطاب سياسي مناوئ للتحالف العربي.
■ التخادم الإخواني الحوثي في المهرة.. مشهد يتكرّر بأدوات جديدة
في السياق ذاته، أثارت مشاركة مجاميع معروفة بولائها لحزب الإصلاح (الجناح اليمني لجماعة الإخوان المسلمين) في الهجوم، تساؤلات حول اتساع رقعة “التخادم السياسي والعسكري” بين جماعة الحوثي والإخوان في مناطق شرق اليمن، خصوصًا في محافظة المهرة.
وتشير مصادر أمنية إلى أن كثيرًا من عناصر تلك المجاميع تلقوا تدريبات وتنسيقًا مسبقًا، وكانت مهامهم مرتبطة بتأمين ممرات تهريب ومراقبة تحركات القوات الحكومية، في تناغم واضح مع الأجندة الحوثية.
ويعتبر مراقبون أن المهرة باتت مسرحًا متقدّمًا لهذا التحالف غير المعلن بين الطرفين، في وقت تسعى فيه تلك القوى إلى إرباك المشهد الأمني وتمكين نفوذ الجماعة الحوثية في خاصرة الجغرافيا الجنوبية.
■ المخاطر المتصاعدة.. وتحذيرات من تحول المهرة إلى بؤرة صراع
يرى مراقبون أن استمرار نشاط هذه المجاميع المسلحة في محافظة المهرة يمثل تهديدًا جديًا على المستويين الأمني والسياسي، خاصة في ظل محاولاتها المستمرة لتحويل المحافظة إلى منطقة نفوذ خارج سلطة الدولة.
وتحذر تقارير أمنية من أن تكرار حوادث الاستهداف وعمليات التهريب قد يمهّد الطريق لتحويل المهرة إلى ساحة صراع إقليمي، تتقاطع فيها المصالح الحوثية مع أجندات إخوانية وأخرى مرتبطة بأطراف خارجية.
وفي الوقت الذي تظل فيه المهرة محافظة ذات أهمية استراتيجية، تؤكد شخصيات عسكرية أن ترك المجال مفتوحًا أمام هذه المجاميع سيقوّض الأمن في عمق الجنوب ويهدد المصالح الوطنية والإقليمية على حد سواء.
■ دعوات لتحرك عاجل من التحالف والقوات الجنوبية
في ظل هذه التطورات، تتصاعد الدعوات لضرورة اتخاذ إجراءات فورية من قبل التحالف العربي والقوات الجنوبية، لضمان استقرار محافظة المهرة ومنع سقوطها في قبضة جماعات متطرفة ومسلحة.
وتشمل أبرز المطالبات إطلاق حملة أمنية موسعة لتفكيك المجاميع المسلحة التابعة للحريزي، وفرض رقابة صارمة على المنافذ البرية والبحرية، إلى جانب توسيع الحضور العسكري للقوات الجنوبية في المحافظة، بإشراف وتنسيق مباشر مع قيادة التحالف.
كما طالب مراقبون بفتح ملفات قضائية بحق المتورطين في الهجوم، والعمل على كشف مسارات الدعم اللوجستي والمالي، محليًا وخارجيًا، التي تمكّن هذه الجماعات من الاستمرار في أنشطتها المناوئة للدولة.