رآي وفكر

المناطقية داء مزمن يجب مواجهته …!


بقلم: منصور العلهي

(دعوها فإنها نتنة)
قالها سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم عندما تدخل لفض خلاف ما بين عدد من الصحابة ، عندما تنادوا بالنصرة لأهل بيتهم وقرابتهم وقريتهم …
فقال أحدهم يا للمهاجرين وقال آخر يا للأنصار…!
ليتدخل رسول الله صلى الله عليه ويقول: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين اظهركم؟ دعوها فإنها نتنة)
وما حل داء المناطقية ببلد إلا وتسبب في تفكيكه وإضعافه وتشتيت رأيه وزرع الكراهية والأحقاد بين ابناءه…!
والمناطقية والتعصب والتحيز لمنطقة أو محافظة بعينها يخلق التوترات بين أفراد المجتمع الواحد…!
والمناطقية تعني تفضيل أو تمييز أشخاص أو مناطق على حساب المناطق الأخرى…وهذا يؤدي إلى تهميش وإقصاء الآخرين…!
والمناطقية والتعصب لها تنتج إنقسامات مجتمعية خطيرة وتساهم في إعاقة التنمية وتساعد على خلق بيئة غير آمنة وغير مستقرة.
نحن نعيش في وطن واحد ولكل منا الحق في العيش الكريم في أي منطقة يريدها ، ومن حقه الحصول على حقوقه المشروعة من وظيفة وتعليم وصحة وغيرها من الحقوق التي كفلها الدستور والقوانين النافذة..
فليس أمامنا إلا أن نقف صفٱ واحدٱ كالبنيان المرصوص لنبذ ومحاربة هذا المرض المسمى(المناطقية)
ويتطلب ذلك مزيداً من التكاتف وجهود مجتمعية وثقافية وسياسية مكثفة للقضاء على هذا المرض المستعصي الذي ارهقنا وشتت شملنا وجعلنا إخوة أعداء دون جرم ولا سبب منطقي…!
والمناطقية ليس وليدة اللحظة كما يظن البعض..
بل هي ظاهرة مرضية معقدة ذات آثار سلبية طويلة الأمد زرعها الإحتلال البغيض قبل مغادرته ارض الجنوب.
والمطلوب اليوم وعيٱ وجهودٱ مخلصة وصادقة ومستمرة للحد من هذا الداء الفتاك.
ونقول لهؤلاء الذين يكررون دوماً على مسامعنا مقولتهم السمجة والتي عفى عليها الزمن كمصطلح/ انا بدوي ، انا يافعي ، إنا حضرمي …!
وهذا ضالعي والآخر لحجي وذلك سقطري وهذا شبواني وذاك عدني أو مهري…!
نقول لهم كفاكم زرع الفتنة والشقاق فمجتمعنا شب عن الطوق ورسم مساره وشق طريقه بكل ثقة….
فوفروا عليكم إجهاد أنفسكم فالمجتمع قد تشبع بالوعي والثقافة ، والأحداث التي مر بها صقلته وعبدت له الطريق…
فدعوا الشعب المتعب يبني بلده وفق مصالحه وبعيداً عن المناطقية المقيتة…
فالكل يبحر في سفينة واحدة وعلينا التكاتف لتصل بنا لشاطئ الأمان…
والسلام .

✍️منصورالعلهي
13 أغسطس 2025

https://www.adeng.net/articles/601601

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى