رآي وفكر

همس اليراع.إطلقوا سراح هاني اليزيدي!

بقلم عيدروس نصر.


لم ألتقِ الأخ هاني اليزيدي إلا مرةً واحدةً في مدينة الرياض حينما ايتضافنا الأخ الكريم حبيب بن عتيق اليهري، وكنا معاً الشهيد طماح ود. ناصر الخبجي، والأستاذ علي هيثم الغريب وعلي هيثم الغريب وأنا.
اختلفت مع الأخ هاني من الوهلة الأولى وأبقينا علاقتنا على الود واحترام الاختلاف.
وبالأمس تلقيت خبر اعتقاله على خلفية حضوره فعالية احتفالية بمناسبة الذكرى ٦٢م لثورة ١٤ اوكتوبر وإلقاء كلمة فيها.
وحينما استمعت للكلمة التي ألقاها في هذه الفعالية لم أجد فيها ما يسيء لأحد بعينه او لجهة بعينها، ولو أخطأ في ما قاله فالأمر لا يستدعي الاعتقال بل إذا ما خالف القانون أو ارتكب جنايةً فإن النيابة العامة وحدها هي المخولة باستدعائه وإقامة الدعوى ضده، والقضاء وحده من له الحق في الحكم عليه.
الحقيقه ان اعتقال اصحاب الأصوات المخالفة ليست ظاهرة صحية حتى لصالح السلطات الأمنية و المحلية التي تدير عدن والجنوب باسم الثورة الجنوبية لأن هذا النهج هو نهج علي عبد الله صالح وهو مخالف لما ترفعه الثورة من شعارات وما تعلنه من مبادئ، وهو في كل الأحوال لا يخدم لا سمعة السلطة المحلية ولا سمعة الثورة الجنوبية ولا سمعة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يفترض انه هو من يدير محافظة عدن وبقية محافظات الجنوب.
هذه نصيحة اتوجه بها لاخواني القائمين على الاجهزة الامنية في محافظة عدن، لأقول لهم: الترهيب والقمع ليسا وسيلة لحل الخلافات مع اصحاب الرأي المعارض او المختلف معنا؛ سياسة تكميم الأفواه ليست سياسة حكيمة في ظل ثورة تدعو الى الديمقراطية والعدل والتعددية والتنوع والقبول بالاخر.
* * *
حينما طالبت بإطلاق سراح أنيس الجردمي وتقديمه للقضاء تلقيت رسالةً من الأخ اللواء عيدروس الزبيدي يقول فيها إنه مع نقل القضية للقضاء، لكنني فوجئت اليوم الثاني بنبأ وفاته في المعتقل.
وفي حقيقة الأمر أنا لم أكن أعرف من هو أنيس ولا ما نوع نشاطه، لكن الاعتقال لأسباب موقف سياسي مسالة لا تليق بجهاز امني يدَّعي أنه ينتمي الى الثورة الجنوبية النبيلة بأهدافها وشعاراتها.
بعد ذلك المنشور تلقيت كثير من تصريحاته المصورة ورسائله الصوتية وفيها من النزق وفيها من التفاهه وفيها مما يسيء للشخص نفسه، لكن لم يكن اللائق الرد عليه بتلك الطريقة التي عرفناها جميعاً، فمثل هذا الانسان يمكن للمتضرر من سلوكه أو أحاديثه أو حتى أفعاله أن يرفع ضده دعوى إلى النيابة العامة والقضاء؛ والمحكمة ستحكم عليه بالعقوبة المناسبة للخطأ أو الجناية التي ارتكبها.

  • * *
    نحن نسعى إلى دولة النظام والقانون ولا يمكن أن نتحدث عن النظام والقانون ونحن نخالف النظام والقانون بأفعالنا ومن خلال مواقعنا في السلطة الرسمية.
    في أحد منشوراتي كتبت “إنه يشرفني ان ادافع عن غريمي إذا ما كان مظلوماً عن أن أتحيز إلى صديقي إذا كان ظالماً” وواجبي تجاه صديقي المخطئ أن أنصحه وأبين له خطأه.
    ليس فينا إنساناً مكتملاً ؛ لكن أيضا ليس فينا شيطاناً رجيماً كلنا خليطٌ من الخير والشر وعلينا ان ننمي الخير في كل من نتعامل معه حتى لو كان عدونا وعلينا ان ننتزع الشر من كل من نتعامل معه حتى لو كان عزيزاً علينا وصديقاً لنا.
    أرجو الاتعاظ مما جرى مع الأخ أنيس الجردمي، وأن يكون القضاء هو الفيصل في قضية الأخ هاني اليزيدي، هذا أذا ما كانت هناك قضية أصلاً.
    واذا لم توجد عليه قضية جنائية يعاقبه عليها القانون فإنني أدعو إلى إطلاق سراحه فوراً، ذلك إن النشاط السياسي ليس جنايةً حتى لو كان مخالفاً لما نقوله ونتبناه..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى