الواقع المر.

كتب/ عبد المجيد الكلدي
أخاطب كل ذي عقل لبيب أن ما يحدث في أرض الجنوب أمر خطير وفي غاية الخطورة، ويستدعي تدارك الأمر بجديّة وحِنكة ودهاء سياسي كبير للتغلب على المعضلات والمعوّقات والورطات التي وقعت فيها البلاد.
المتتبع للأمور منذ ما قبل عشر سنوات، وما حلّ في البلاد – خصوصاً المحافظات الجنوبية – يلاحظ جملة من الكوارث أبرزها: توقيف التوظيف، وتوقيف التقاعد، وعدم دفع الرواتب في وقتها، وكذلك العلاوات والترقيات، وتدمير منظومة التعليم، والقطاع الصحي، وشلّ مفاصل الدولة، وعدم العمل بالأنظمة والقوانين.
لقد تفشّى الفساد، وانهار القضاء، وغابت الرقابة والمحاسبة، إلى جانب التآمر على منظومة النظام المالي والبنكي، وانتشار محلات الصرافة العشوائية، وما ترتب على ذلك من انهيار للعملة، وزيادة جنونية في الأسعار، عجز معها المواطن عن تلبية أبسط متطلبات الحياة اليومية، من قوت يومه وقوت أسرته.
ولا ننسى محاربة المواطن في أبسط حقوقه كالماء والكهرباء، حيث وصلت ساعات الانقطاع إلى 16 ساعة يومياً في بعض المناطق.
ومنذ ثلاثين عاماً، بدأت عملية نزوح كبيرة إلى الجنوب، حيث تكدّس الملايين من النازحين من الشمال، وكذلك المهاجرين العائدين من الخارج، مما زاد العبء على البنية التحتية والخدمات.
كما توقفت عملية البناء والتنمية في البلاد بقرارات رسمية، ومنها توقيف بيع الأراضي وتجميدها لأجل غير مسمى، ناهيك عن الحرب المشتعلة منذ عشر سنوات.
كل تلك المؤشرات تدلّ على حقيقة واحدة لا غير، وهي: عملية تهجير قسري للسكان، لكن بأسلوب ناعم وبمحض إرادتهم.