تحذير من فخ تعز.. قراءة في تصريحات عادل الحسني ومخطط أمجد خالد

بقلم/ مناف الكلدي
تصريحات القيادي الإخواني الإرهابي عادل الحسني حول تشكيل قوات مسلحة بقيادة الإرهابي الآخر أمجد خالد لاستهداف القوات الجنوبية، يجب أخذها على محمل الجد وعدم التعامل معها باستخفاف. فهذه التصريحات تمثل مؤشراً خطيراً على وجود تحركات معادية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب المحاذية لتعز. إن خطورة الموقف لا تكمن فقط في محتوى التصريحات، بل في توقيتها ودلالاتها، التي توحي بوجود نية مبيتة لإعادة خلط الأوراق ميدانياً واستهداف الجنوب من خاصرته الشمالية.
من الواضح أن هناك محاولات حثيثة لإعادة خلط الأوراق في المناطق الحدودية بين الجنوب وتعز، وخلق بؤر توتر جديدة تهدف إلى إشغال القوات الجنوبية واستنزافها في معارك جانبية. لذلك، فإن أولى الخطوات التي يجب اتخاذها هي تعزيز الإجراءات الأمنية والاستخبارية على طول المناطق الحدودية، وإغلاق أي ثغرات يمكن أن تتسلل منها العناصر المعادية أو المتطرفة.
لكن في المقابل، من المهم تفادي الانجرار إلى داخل محافظة تعز، التي تخضع فعليًا لتقاسم السيطرة بين ميليشيات الإخوان والحوثيين. فالدخول في عمق تعز سيعني الدخول إلى فخ مُحكم الإغلاق، حيث تصبح القوات الجنوبية بين كماشة الإخوان من جهة، والحوثي من جهة أخرى، وهو ما قد يكون الهدف الحقيقي من إطلاق تلك التصريحات الاستفزازية.
الحذر إذن هو واجب المرحلة، فالقوات الجنوبية لديها ما يكفي من المسؤوليات داخل أراضيها، وعليها أن تركز جهودها في حماية مناطقها وتأمين حدودها. أما تحرير تعز، فهو مسؤولية تقع على عاتق القوات التابعة لطارق صالح، التي تمتلك القدرة العسكرية، والحاضنة الاجتماعية، والموقع الجغرافي المناسب لخوض مثل تلك المعركة، بخلاف القوات الجنوبية التي لا تمتلك قاعدة شعبية في تلك المناطق.
إن ما يجري اليوم يؤكد أن المعركة ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة وعي واستدراج سياسي وعسكري في آنٍ واحد. وعيٌ يجب أن يدرك أن حماية الجنوب لا تكون بالاندفاع نحو الشمال، بل بتأمين الأرض وتحصين الموقف، والتمسك بالاستراتيجية الوطنية التي رسمتها القيادة الجنوبية منذ البداية: الدفاع عن الجنوب، لا التورط في معارك الغير.