من الاختلاف إلى التوافق: الجنوب بحاجة إلى شراكة لا انقسام. ..كيف يحول الجنوب تنوعه إلى قوة سياسية؟

بقلم . توفيق جزوليت
مفهوم “استعادة الدولة” في السياق الجنوبي لا يعني نموذجًا واحدًا أو شكلًا محددا للدولة، بل هو مفهوم شمولي يمكن أن يتخذ عدة صيغ، بحسب الظروف السياسية الإقليمية والداخلية، وموازين القوى، والتوافق الجنوبي نفسه.
استعادة الدولة كمبدأ هو المطلب المشروع الذي يتفق عليه معظم المكونات الجنوبية …
الخلاف يتجلى في الشكل والآلية والزمن.
هناك قطعا ثلاث سيناريوهات متعددة الاتجاهات.
-الاستقلال الكامل (الدولة الجنوبية المستقلة)
و العودة إلى ما قبل وحدة 1990.تحقيقه يتطلب الاعتراف الدولي والتوافق الإقليمي، إضافة إلى بناء مؤسسات مستقرة ومستقلة.
-الكونفدرالية أي اتحاد دولتين مستقلتين بشراكة محدودة في بعض المجالات كالدفاع، الاقتصاد، أو العلاقات الخارجية• هذا النموذج يحتاج إلى تفاهم سياسي كبير مع الشمال وضمانات إقليمية ودولية.
-الفيدرالية الثنائية أو المتعددة الأقاليم
أي دولة موحدة ظاهريًا، لكن ذات حكم ذاتي واسع للجنوب ضمن نظام فيدرالي. يُعد خيارًا انتقاليًا يمكن أن يمهّد لاستقلال لاحق .يتميز هذا النموذج بقبول دولي أسهل، والحد من التوترات، لكنه لا يُرضي المجلس الانتقالي الأكثر تمسكًا بالاستقلال الكامل.
الواقع السياسي و الجيوسياسي للجنوب بتعقيداته و سلبياته يفرض على الجنوبيين الإتفاق على الحق في استعادة الدولة، ويتركوا تحديد الصيغة للمرحلة التفاوضية وفقًا للواقع السياسي والدولي.هذه المرونة تمنح قوة تفاوضية وتُظهر الجنوب كطرف واقعي ومسؤول.
لا يمكن أن يتفق الجميع على رؤية واحدة، حتى داخل المجلس الانتقالي الجنوبي . أما التوافق الواقعي فهو ممكن. يظل الانتقالي حجر الزاوية في أي توافق جنوبي قادم، لكنه لن ينجح في قيادة الجنوب إلا إذا تحوّل من قائدٍ لفصيل إلى قائدٍ لمشروع




