‘ثورة النسوان في عدن’

بقلم د/حسين الملعسي
في الوقت الذي تشهد فيه البلاد حروب وصراعات سياسية مسلحة تسجل مدينة عدن سابقة وانفراد على مستوى المنطقة تمثلت في حركة سلمية نادرة مطالبة بالحقوق وخاصة الكهرباء في ظل انهيار شامل وانقطاع التيار الكهربائي على مدار اليوم تقريبا.
شاركت مئات النساء في تظاهرات عدن يوم 10 مايو 2025 حيث رفع نساء عدن شعار ثورة النسوان في عدن احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار الخدمات الأساسية خاصة انقطاع الكهرباء .
كانت الأسباب الرئيسية للتظاهرة هي أزمة الكهرباء الحادة حيث تعاني عدن من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة تصل إلى 19 ساعة يوميا مع توفير التيار لمدة ساعة ونصف فقط في بعض الأحيان بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء كما أن أسباب الحركة النسوية المدنية تردي الخدمات العامة في قطاعات الصحة والتعليم وعدم انتظام الرواتب إضافة إلى نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة مما زاد من معاناة السكان خاصة كبار السن والأطفال.
أن تلك الأزمات الحادة هي محصلة لسيادة الحرب وعدم الاستقرار و اخفاق الإدارة الحكومية الناتج عن الإهمال وعدم تقديم حلول جذرية للأزمات رغم كون عدن العاصمة المؤقتة للبلاد.
رفعت الحركة النسوية السلمية المباركة مطالب حقوقية وهي مشروعة وفقا للدستور ومنها توفير الكهرباء والمياه بشكل مستدام و تحسين الوضع المعيشي والخدمات الصحية والتعليمية وطالب النساء السلطات بوضع وتنفيذ حلول مستدامة لتلك المشكلات في اسرع وقت ممكن .
تعد تظاهرات عدن النسائية تعبيرًا سلميا حادا و عن غضب شعبي متصاعد جراء الأزمات المتراكمة ومع ذلك يبقى الوضع مرتبطًا بحل الخلافات السياسية وتحسين إدارة الموارد.
تعبر مؤسسة الرابطة الاقتصادية عن إعجابها الشديد بالروح المدنية النسوية وبالاسلوب السلمي للمطالبة بالحقوق وتؤيد المؤسسة مطالب ثورة نسوان عدن وتطالب السلطان بتقدير اسلوب الاحتجاجات السلمية كتعبير عن المطالبة بالحقوق المكتسبة وتطالب الحكومة لحل سريع ومستدامة لأزمة الكهرباء والماء في ظل صيف عدن شديد الحرارة .