فضيحة تهز مأرب.. معالج بالقرآن يتزوج طليقة شاب بعد جلسات “رقية شرعية”
في حادثة غريبة أثارت جدلاً واسعاً في مأرب، طالت تداعياتها الأوساط الشعبية والسياسية، تفاجأ شاب مأربي بأن الشيخ الذي كان يعالج طليقته بالرقية الشرعية قد تزوجها بعد انتهاء عدتها.
تعود تفاصيل القصة إلى عامين مضيا، حين تزوج الشاب من فتاة بمهر قدره ستة ملايين ريال. إلا أن الخلافات بدأت بعد ولادة طفلتهما الأولى، ليتم إلقاء اللوم على السحر. حاول الزوج معالجة زوجته عن طريق السفر إلى سيؤون لمراجعة طبيب نفسي، لكن والدها رفض ذلك وأصر على عرضها على أحد أشهر المعالجين بالرقية الشرعية في مأرب.
بلغت تكلفة العلاج لدى المعالج أربعة ملايين وخمسمائة ألف ريال، إلا أن الشيخ زعم في النهاية أن الحل الوحيد لمشاكل الفتاة هو الطلاق. وبإصرار من والد الفتاة وبتشجيع من الشيخ، تم الطلاق رغم رفض الزوج. وأصدر الشيخ لاحقاً فتوى بإعادة مليون وخمسمائة ألف ريال فقط من المهر بعد خصم تكاليف العلاج.
الصدمة الكبرى جاءت عندما علم الشاب، الذي لجأ إلى الجبهة العسكرية للتغلب على معاناته النفسية، بأن الشيخ نفسه قد تزوج طليقته.
الحدث أثار موجة غضب واستهجان في مأرب، حيث انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي منشورات تفضح الشيخ واسمه وصورته وصورة مركز العلاج الخاص به، وسط شتائم وانتقادات لاذعة من أبناء مأرب.
جدير بالذكر أن مأرب، التي تُعرف بتواجد قوي لتيارات الإخوان المسلمين، تُتهم بتوفير غطاء لمثل هذه التصرفات التي تعكس استغلال الدين لتحقيق مصالح شخصية. ويعتبر مراقبون أن هذه الحادثة ليست سوى انعكاس لسوء إدارة بعض التيارات الدينية في المنطقة وتجاوزاتها المتكررة، مما يعزز دعوات شعبية بضرورة الرقابة والمحاسبة.
ردود فعل واسعة
الحادثة أصبحت محور حديث الأوساط الشعبية في مأرب وخارجها، حيث طالب ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي الجهات المعنية بفتح تحقيق في القضية ومحاسبة الشيخ.
كما جددوا دعواتهم للحد من هيمنة تيارات الإسلام السياسي، خاصة الإخوان المسلمين، التي يُتهم بعضها بالتلاعب بالدين واستغلال حاجة البسطاء لتحقيق مكاسب شخصية.
هذه الواقعة فتحت باب التساؤلات حول الدور الذي يلعبه رجال الدين المحسوبون على الإخوان في المجتمع، ومدى تأثيرهم السلبي على النسيج الاجتماعي في مأرب والمناطق المجاورة.