اخبــار محليـة

تهريب أمجد خالد.. تأكيد جديد على علاقة الإخوان بالجماعات الإرهابية

الجنوب اونلاين – خاص

في تصعيد خطير يكشف خفايا التحالفات العسكرية في اليمن، كشفت مصادر موثوقة عن عملية تهريب العميد أمجد خالد، القائد السابق للواء النقل، من قبل اللواء الرابع مشاة جبلي، المعروف بصلاته الوثيقة بجماعة الإخوان المسلمين.
يأتي هذا التطور بعد صدور حكم بالإعدام ضد خالد، ما يثير تساؤلات حول دور الإخوان في احتضان ودعم العناصر المتورطة في أعمال إرهابية، وهو ما سبق أن أشار إليه الرئيس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في منتدى دافوس حول امتلاك الإخوان لفصيل إرهابي.

حكم بالإعدام.. وتهريب مثير للجدل

في مايو 2024، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة عدن حكمًا بإعدام أمجد خالد وسبعة آخرين، بعد إدانتهم في قضايا إرهابية خطيرة هزّت العاصمة المؤقتة عدن. ومن أبرز الجرائم التي أدين بها خالد:

تفجير موكب محافظ عدن أحمد لملس في أكتوبر 2021، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

استهداف مطار عدن الدولي بسيارة مفخخة، مما تسبب في وقوع عشرات الضحايا من المدنيين.

الضلوع في عمليات اغتيال وتفجيرات استهدفت قيادات عسكرية وأمنية في عدن والمناطق المجاورة.

في الأيام الأخيرة، تداولت وسائل إعلام محلية أنباءً تفيد بأن اللواء الرابع مشاة جبلي، التابع لمحور طور الباحة، قد ألقى القبض على العميد أمجد خالد، القائد السابق للواء النقل قبل أن تصدر إدارة التوجيه المعنوي والإعلام بمحور طور الباحة بيانا نفت فيه صحة هذه الأنباء، وسط اتهامات للواء الرابع مشاة جبلي بالتورط في تهريب أمجد خالد، وهو ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية.

اللواء الرابع مشاة جبلي.. ذراع عسكرية للإخوان؟

يعد اللواء الرابع مشاة جبلي أحد التشكيلات العسكرية البارزة في محافظة تعز، ويخضع لسيطرة قيادات مرتبطة بحزب التجمع اليمني للإصلاح (الذراع السياسي للإخوان في اليمن). لعب هذا اللواء دورًا محوريًا في تعزيز نفوذ الحزب داخل تعز، وخاض معارك ضد جماعات سلفية وقوى أخرى في محاولة للسيطرة على مناطق استراتيجية، خاصة في منطقة التربة.

وبحسب تقارير حقوقية وإعلامية، اتُهم اللواء بتوفير الحماية لعناصر مطلوبة أمنيًا، والتورط في عمليات تهريب للأسلحة والمقاتلين بين تعز وعدن. وتأتي حادثة تهريب أمجد خالد لتؤكد الشبهات حول علاقة هذا اللواء بالجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.

تصريحات الرئيس الزُبيدي.. الإخوان والفصيل الإرهابي

لم تكن قضية تهريب خالد مجرد حادثة معزولة، بل جاءت كدليل إضافي على ما صرّح به الرئيس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال مشاركته في مؤتمر دافوس، حين أكد أن “الإخوان المسلمين في اليمن لديهم فصيل إرهابي يعمل تحت مظلتهم”. تصريح الرئيس الزُبيدي اليوم يبدو أكثر واقعية في ظل التطورات الأخيرة.

ردود فعل وتحركات مرتقبة

أثار تهريب أمجد خالد ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والعسكرية، حيث اعتبرت العديد من القوى أن هذه الخطوة تمثل تحديًا لسلطة الدولة والقضاء، وتؤكد الحاجة إلى إعادة هيكلة بعض التشكيلات العسكرية التي تعمل خارج سيطرة الحكومة الشرعية.

وفي هذا السياق، طالبت شخصيات سياسية بإجراء تحقيق فوري في عملية التهريب، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورطين، بمن فيهم قيادات في اللواء الرابع مشاة جبلي.

يكشف تهريب أمجد خالد عن مدى تعقيد المشهد بالبلاد، حيث تتداخل الولاءات السياسية والعسكرية في خضم الصراع القائم. كما يعزز المخاوف من استمرار بعض الفصائل العسكرية في دعم شخصيات متورطة بالإرهاب، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لجهود تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة من فرض سيادة القانون، أم أن المصالح السياسية والعسكرية ستظل تفرض كلمتها على المشهد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى