اخبــار محليـة

حضرموت: عمق الجنوب وقوته الهادئة.

كتب / المحامي:جسار فاروق مكاوي .


في قلب خارطة الجنوب، تقف حضرموت شامخة بثقلها التاريخي، وامتدادها الجغرافي، وثرائها البشري والاقتصادي. لم تكن يومًا هامشًا في مشروع الاستقلال واستعادة الدولة، بل كانت دائمًا ركيزة من ركائز الثبات، وشريكًا فاعلًا في معادلة التوازن والقرار.


إن النخبة الحضرمية، بما تمثله من رمز وطني ودرع أمني صلب، لم تأتِ من فراغ، بل من رحم الانتماء العميق لقضية الجنوب، ومن إيمان مطلق بضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في واحدة من أكثر المحافظات حساسية وتأثيرًا. لقد أثبتت هذه القوات كفاءتها العالية، وولاءها الصادق، وانضباطها الأخلاقي، في زمن تعالت فيه الفوضى، وتكاثرت فيه مشاريع الزيف والتضليل.
حضرموت ليست ساحة صراع، بل مساحة توافق ومسؤولية. ومن هذا المنطلق، فإن أي محاولة للمساس بأمنها، أو اختراق نسيجها، أو تزييف إرادة أبنائها، هو مساس بكل الجنوب، وخيانة لمشروع الدولة القادمة.
إن المجلس الانتقالي الجنوبي يدرك تمامًا مكانة حضرموت، ويدعو بوضوح إلى تمكين أبنائها، وإبراز نخبتها، وتعزيز حضورها في كافة مؤسسات الدولة القادمة، بعيدًا عن الإقصاء أو التهميش، وبعيدًا عن محاولات الاستغلال الخارجي التي تتخفى تحت لافتات خادعة.
حضرموت هي الجنوب، والجنوب هو حضرموت. هذه الحقيقة يجب أن تكون قاعدة كل خطاب سياسي وإعلامي، ومبدأ ثابتًا في سلوكنا ومواقفنا. أما أبناء حضرموت، فهم الأصلاء، والركن، والقرار.
ليكن خطابنا موحدًا، رسالتنا واضحة، وثقتنا راسخة: لا دولة جنوبية دون حضرموت، ولا أمن ولا استقرار دون النخبة الحضرمية، ولا كرامة دون احترام إرادة أبناء هذه الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى