أستاذ جامعي يكشف بالأرقام: مليارات الدولارات تُهدر سنويًا في فساد ممنهج داخل مؤسسات الدولة

الجنوب اونلاين – خاص

كشف الدكتور محمد جمال الشعيبي، أستاذ المالية العامة والاقتصاد السياسي بجامعة عدن، عن أرقام صادمة تكشف حجم الفساد الذي ينهش مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن مئات الملايين من الدولارات تُنفق سنويًا دون نتائج ملموسة على أرض الواقع، في ظل وضع اقتصادي ومعيشي يزداد سوءًا.

وقال الشعيبي في تصريح موثق إن الحكومة تنفق أكثر من 600 مليون دولار سنويًا على الكهرباء، رغم أن معدل التشغيل لا يتجاوز ساعتين إلى أربع ساعات يوميًا، مقابل أكثر من 18 ساعة انطفاء.

كما أشار إلى أن الحكومة أنفقت 180 مليون دولار لصيانة مصافي عدن، التي كانت تعمل قبل الصيانة، لكنها لم تعد إلى الخدمة حتى اليوم. وأوضح أن هناك مبلغًا تجاوز 22 مليون دولار تم إنفاقه ضمن اتفاق لإدخال سفينة كهرباء عائمة، لكن المشروع لم ينفذ واختفى المبلغ دون محاسبة.

وكشف الشعيبي أيضًا عن فضيحة مالية بقيمة 14 مليون دولار تم سحبها من حساب العاصمة عدن بحجة تطوير الاتصالات الدولية، ولم تُكشف إلا بعد أن فضحها المحافظ السابق عبدالعزيز المفلحي.

وذكر أن هناك فسادًا ممنهجًا في القطاع الجمركي، حيث تُمرر سلع وخدمات بأوراق مزورة لقاء دفع التجار نسبة لا تتجاوز 30% من الرسوم المفترضة، في حين يتم تقاسم الفارق بين الفاسدين داخل المنافذ الجمركية.

وأكد الشعيبي أن عمليات تهريب ممنهجة للنفط الخام تتم منذ سنوات، دون أن تدخل إيراداتها في الحسابات الرسمية، إضافة إلى هدر أموال طائلة على وفود وسفريات باسم “شروط الحصول على قروض”، دون أن تُثمر تلك التحركات عن نتائج حقيقية.

وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال يُهرّب إلى الخارج عبر شبكات الصيرفة التي تمارس غسيل الأموال، في ظل غياب الرقابة وغياب المحاسبة.

وختم الدكتور الشعيبي حديثه بالقول: “ما خفي كان أعظم”، في إشارة إلى أن ما تم كشفه لا يمثل إلا جزءًا بسيطًا من حجم الفساد الذي تعاني منه البلاد.