معركة الإرهاب: بوابة الجنوب نحو الاعتراف الدولي

بقلم/ اندى الصلاحي
في قلب الأحداث المتسارعة في الجنوب، باتت معركة مكافحة الإرهاب مفتاحًا جوهريًا لتسريع الاعتراف الدولي بالدولة الجنوبية المستقلة. لم تعد هذه الحرب مجرد مواجهة أمنية، بل أصبحت ورقة استراتيجية تضغط على المجتمع الدولي لإدراك أن الجنوب ليس بيئةً للإرهاب، بل طرفًا فاعلًا في استئصاله من المنطقة، وقوة يمكنها ضمان استقرار الإقليم بعيدًا عن تهديدات التطرف.
يدرك الجيش الجنوبي، ومعه القوى والنخب السياسية، أن اجتثاث الإرهاب ليس مجرد ضرورة ملحّة للاستقرار الداخلي، بل هو رسالة واضحة للعالم بأن الجنوب قادرٌ على إدارة شؤونه كدولةٍ مستقلة، مستحقة للاعتراف الدولي. كل انتصار تحققه القوات الجنوبية يضيف نقطة قوة إلى هذا الطرح، حيث يُثبت أن الجنوب ليس مجرد طرف في نزاع، بل هو القوة الأكثر مصداقية في الحرب ضد الإرهاب، مما يجعل الاعتراف بدولته المستقلة ضرورة أمنية قبل أن يكون استحقاقًا سياسيًا.
لقد وجدت واشنطن في الجيش الجنوبي شريكًا صادقًا وموثوقًا، حيث برهنت العمليات الأمنية أن قوات الجنوب ليست فقط حاجزًا ضد الإرهاب، بل أيضًا لاعبًا استراتيجيًا في الحرب الدولية ضد التطرف. هذا التعاون مع الولايات المتحدة لم يكن مجرد دعمٍ تكتيكي، بل تأكيدٌ على أن مكافحة الإرهاب هي البوابة الحقيقية لاستعادة الدولة الجنوبية وترسيخ الاعتراف الدولي بها، كون الجنوب يشكل عامل استقرارٍ للمنطقة وليس تهديدًا لها.
لذلك، فإن القوى الجنوبية أمام مسؤولية تاريخية لاستثمار هذه اللحظة، وعدم السماح للأحزاب اليمنية والقوى الخارجية المنتفعة بتحويل الجنوب إلى ساحة للفوضى والتطرف. الإرادة العسكرية، حين تتكامل مع الإرادة السياسية، تصبح السلاح الأكثر تأثيرًا في تحقيق الحلم الجنوبي بالدولة المستقلة، حيث لا مكان للإرهاب، ولا مساوماتٍ تبقي الجنوب رهينة للقوى التي تريد التحكم في مصيره. إنها لحظة فارقة، حيث تلتقي القوة العسكرية بالرؤية السياسية لترسم مستقبل الجنوب بعيدًا عن الإرهاب والمساومات السياسية، ليصبح فاعلًا دوليًا يستحق الاعتراف الكامل بدولته المستقلة.