تقرير: تربويون وأكاديميون في عدن يدقّون ناقوس الخطر بشأن إنهيار التعليم

عدن – علي سيقلي
شهدت قاعة المكتبة الوطنية في مدينة كريتر – عدن، صباح الخميس 21 أغسطس 2025، انعقاد حلقة نقاشية تفاعلية بعنوان: “التعليم في عدن: بين الماضي والحاضر وممكنات تطويره”، نظّمتها منصة عدن للقراءة والإبداع بالشراكة مع المكتبة الوطنية بعدن ومركز عدن للدراسات التاريخية، وسط حضور نخبة من التربويين والأكاديميين والمهتمين بالشأن التعليمي.
واقع تعليمي مقلق
افتُتحت أعمال الحلقة في تمام الساعة التاسعة صباحًا، في أجواء خيّمت عليها مشاعر القلق إزاء تدهور العملية التعليمية في عدن واليمن عمومًا، حيث ناقش الحاضرون أبرز التحديات التي تواجه التعليم منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
أبرز القضايا المطروحة
تناول المشاركون عدة محاور رئيسية تمثل جوهر الأزمة، كان من أبرزها:
تدهور جودة المناهج الدراسية وافتقارها للتحديث العلمي والتربوي.
الانقسام السياسي وتأثيراته السلبية على استقرار المنظومة التعليمية.
تراجع الوضع المعيشي للمعلمين، في ظل رواتب لا تتجاوز 40 دولارًا شهريًا، غالبًا ما تُصرف بعد تأخير طويل، أو لا تُصرف على الإطلاق.
توقف التوظيف الرسمي، وغياب أي حلول للمُتعاقدين في قطاع التربية.
تدهور البنية التحتية للمدارس، وانعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء، والمقاعد، والكتب.
الضغط الناتج عن النزوح الداخلي من المحافظات غير المحررة إلى عدن، ما أدى إلى اكتظاظ غير مسبوق في الفصول الدراسية دون استعدادات كافية.
جذور الأزمة
أجمع المتحدثون على أن أزمة التعليم لم تبدأ مؤخرًا، بل تعود جذورها إلى ما بعد عام 1994، حين بدأ الانحراف – بحسب تعبيرهم – عن مسار التعليم الوطني، لتتوالى بعدها سلسلة من الإخفاقات، أبرزها غياب الاستراتيجية، وتراجع دور مركز البحوث التربوية، وانعدام نظام الثواب والعقاب، ما أسهم في تفكك البنية التربوية.
توصيات وتساؤلات ملحة
دعت المداخلات إلى ضرورة تأهيل الكادر التعليمي، وتفعيل برامج التوجيه المعنوي، وإعادة الاعتبار الاجتماعي والمادي للمعلم، بوصفه محور العملية التعليمية. كما وجّه الحاضرون انتقادات حادة للحكومة والأطراف السياسية، متسائلين:
“هل اعترض أي حزب على استمرار توقف التعليم؟ وهل قدمت الحكومة حلولًا حقيقية لإنقاذ هذا القطاع الحيوي؟”
وطرحت الحلقة مجموعة من التساؤلات المصيرية التي يجب أن تكون أساسًا في صياغة السياسات التعليمية المقبلة، من بينها:
كيف ننقذ المعلم؟
كيف نعيد للتعليم اعتباره؟
كيف نصوغ منهجًا وطنيًا حديثًا يواكب تطورات العصر ويؤهل أجيالًا قادرة على البناء؟
دعوة لإنقاذ المستقبل
وفي ختام النقاش، وجّه المنظمون دعوة مفتوحة لكافة الجهات المعنية لوضع ملف التعليم في صدارة الأولويات الوطنية، مؤكدين أن:
“إنقاذ التعليم هو إنقاذ لمستقبل عدن.”