عربي ودولي

الجيش الإسرائيلي يبدأ الاجتياح البري للسيطرة على مدينة غزة

أفادت تقارير إعلامية، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي بدأ بشن هجوم بري واسع للسيطرة على مدينة غزة.

وأكد مسؤولان إسرائيليان، اليوم، لشبكة «سي.إن.إن» أن الجيش بدأ بالفعل الاجتياح البري لمدينة غزة. وأشارت القناة نقلا عن أحد المسؤولين قوله إن العملية البرية في مدينة غزة ستكون «تدريجية» في بدايتها.

من جانبه، ذكر موقع «أكسيوس» الإخباري نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن الجيش الإسرائيلي شن هجوماً برياً، مساء أمس، للسيطرة على مدينة غزة، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتعرّضت مدينة غزة، فجر الثلاثاء، لقصف إسرائيلي عنيف، بحسب ما أفاد شهود عيان «وكالة الصحافة الفرنسية»، وذلك غداة زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلى الدولة العبرية، للتعبير عن دعم الولايات المتّحدة «الراسخ» لها.

وأعلن التلفزيون الفلسطيني مقتل 38 شخصاً في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم.

صاروخ إسرائيلي يحلق فوق المباني المدمرة خلال العمليات البرية والجوية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة (أ.ب)
صاروخ إسرائيلي يحلق فوق المباني المدمرة خلال العمليات البرية والجوية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة (أ.ب)
وأفادت تقارير فلسطينية أن دبابات الجيش الإسرائيلي دخلت قلب المدينة في مشاهد ومستويات حرب لم يشهدها شمال غزة منذ عامين تقريبًا.

ووفق صحيفة «جيروزاليم بوست»، فإنه بعد أسابيع من تزايد الغارات الجوية على مدينة غزة، بما في ذلك هدم عدد متزايد من المباني الشاهقة متعددة الطوابق، يبدو أن الجيش الإسرائيلي قد وصل أخيرًا إلى نقطة التحول لغزو بري أوسع نطاقًا.

وحتى وقت سابق من يوم الاثنين، فر ما يُقدر بأكثر من 300 ألف غزاوي من مدينة غزة جنوبًا، لكن بقي حوالي 700 ألف.

وكان الجيش الإسرائيلي يأمل، كما في رفح، أن يفر معظم المدنيين الغزيين بمجرد أن تبدأ القوات البرية الإسرائيلية في التوغل في المدينة
معارضة معظم الأمنيين الإسرائيليين
وبحسب الصحيفة، يُثير غزو مدينة غزة جدلًا عالميًا وداخل المؤسسة الدفاعية أيضًا، حيث يعارض معظم المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، هذه الخطوة.

ومع ذلك، رفض زامير الاستقالة بعد أن أمره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا في الغزو، مبررًا ذلك على ما يبدو بقدرته على تخفيف حدة الهجوم وتأثيره على الرهائن الإسرائيليين والجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين، وفق الصحيفة.

صرح نتنياهو بأن غزو مدينة غزة سيُلحق بـ«حماس» هزيمةً أكبر تتجاوز الهزائم الفادحة التي مُنيت بها على مدار عامين.

قصف كثيف
وقال أحد سكان المدينة للوكالة الفرنسية: «هناك قصف كثيف بشكل كبير على مدينة غزة لم يهدأ والخطر يزداد». وأضاف أنّ الجيش الإسرائيلي «استهدف مربّعاً سكنياً يضمّ منازل العديد من العائلات (…) لقد دمّرت 3 منازل بشكل كامل».

وأكّد أنّ «أغلب المنازل التي تمّ تدميرها الآن مأهولة بالسكّان… وعدد كبير من المواطنين تحت الأنقاض ويصرخون».

من جهته، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «القصف ما زال مستمراً بشكل كثيف على مدينة غزة، وأعداد الشهداء والإصابات في ازدياد».

وأضاف: «هناك شهداء ومصابون ومفقودون تحت الأنقاض جراء استهداف طائرات الاحتلال مربعاً سكنياً في محيط ساحة الشوا»، فجر الثلاثاء، واصفاً هذه الضربة بأنّها «مجزرة كبيرة».

«غزة تحترق»
وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الثلاثاء)، بعد الغارات الجوية المكثفة على القطاع الفلسطيني بالقول إن غزة «تحترق»، محذراً من أن بلاده «لن تتراجع».

وقال كاتس إن الجيش الإسرائيلي «يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود بشجاعة لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة (حماس). لن نتوقف ولن نتراجع حتى ننجز مهمتنا».

ويأتي هذا التصعيد غداة زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل، حيث جدّد التأكيد على دعم بلاده «الراسخ» للدولة العبرية في مساعيها للقضاء على حركة «حماس» الفلسطينية بقطاع غزة.

وسيزور روبيو قطر، الثلاثاء، لتأكيد دعم واشنطن للدوحة بعد الضربة الإسرائيلية.

وشنت إسرائيل الأسبوع الماضي، غارة جوية على قادة «حماس» في قطر، لتوسع بذلك عملياتها العسكرية التي امتدت إلى مناطق مختلفة في الشرق الأوسط. وأسفرت الضربة على الدوحة في 9 سبتمبر (أيلول) عن مقتل 6 أشخاص، بينهم نجل زعيم «حماس» في غزة خليل الحية، وعنصر أمن قطري.

ترمب يدعو لإطلاق سراح الرهائن… وعائلاتهم يحملون نتنياهو المسؤولية
في منشور على موقع “تروث سوشيال”، أقر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أيضًا بالخطر الذي يُواجهه الرهائن.

وقال: «قرأتُ للتو تقريرًا إخباريًا يفيد بأن «حماس» نقلت الرهائن إلى خارج الأرض لاستخدامهم كدروع بشرية ضد الهجوم البري الإسرائيلي. آمل أن يُدرك قادة «حماس» ما يُواجهونه إذا أقدموا على مثل هذا الفعل».

وأضاف: «هذه فظاعة إنسانية، لم يرَ مثلها إلا القليل من الناس من قبل. لا تدعوا هذا يحدث، وإلا فإن كل الرهانات خاسرة. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن!».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى