ثقافـة وفنون

محطة عبور

أنها العاطفة أم العاصفة أم أنها حادثة غريبة لم يعد بمقدوري أن أتذكرها ، يقال عني بلهاء هل أنا بالفعل كذلك أم أنها مزحه من رفيقات عمر يلقبن أيضاً بالساذجات هههههههه ساذجات نعم أنهن ساذجات ، لماذا لا يُفتح ذلك الباب اللعين هل أعادوا إقفاله عني ساطرقه بقوة حتى يفتحوا لي لماذا لا يجيني أحد سأكرر طرقه ولكن هذه المرة ساستجمع قواي الجسدية حتى اكسره
اااااه لقد تألمت يبدو أن ذراعي انكسرت ومازال ذلك الباب لم يفتح لن استسلم ولن انهزم وساركله هذه المرة بقدمي ساركله بقوة ساركله، افتح لماذا لا تفتح؟ لماذا ؟هيا هيا أنا هنا هل تسمعوني هل لكم أن تجيبوني من الذي أقفل الباب عني ..
دقات قلبي تتسارع وحبات العرق تتصبب من جبيني وكأنها حبات مطر منهمرة ، ساستلقي على ظهري فقد انهكتني محاولاتي لفتح ذلك الباب ..
سحقاً هل نمت ؟ كم مر من الوقت وأنا نائمة ؟أين الساعة؟ جميع الحوائط فارغة لا توجد فيها سوى جمل غريبة وليس مفهومة ،ورموز وطلاسم ،هل هي طلاسم شيطانية ؟ليت لي أن أفهم أحد تلك الطلاسم لاستدعيت بها مارد كي يفتح لي الباب ، امممممم أين ساجد الساعة أريد معرفة الوقت
حسناً حسناً يبدو لي أنها تحت السرير سانحني لإخراجها وساحافظ على رأسي حتى لا يرتطم بسقف السرير ، لقد علي رأسي عن المعتاد ولم يرتطم بشيء هههههههه ماذا أنه يعلى ويعلى ما هذا السرير ذو السقف العالي ساجرب أن أقف. . ي للهول لقد فعلتها واستطعت الوقوف بكامل جسدي تحت السرير ..
أين السرير ؟!! لا يوجد سرير هنا
لا مشكلة سابحث في جوف الدولاب لا يوجد دولار أيضاً ، لابد أن الساعة تحت الكنبة لا توجد كنبة أيضاً
أين ذهب كل شيء؟
لا داعي للتساؤل فقد ذهب البشر والشجر وحتى البصر يوشك على الذهاب فلماذا يحزني ذهاب أشياء صغيرة..
ورغم ذلك لن استسلم وساغادر ذلك المكان !!
أرى كراسة في أحد الزوايا سأذهب لأستكشافها أنها محاطه بالغبره وشباك العنكبوت ،سامسح الغبرة عنها ،سابعثر صفحات الكراسة بعشوائية
لنرى ماذا كُتب هنا
آخر لقاء لي بك كان بجانب مطبخ منزلنا رأيتك بعد غياب دام يومان سعدت برؤيتك يومها مازحتني قائلاً ساخطب قريباً وساتزوج قبلك ي عانس ومن ثم طلبت مني أن أسخن لك ماء كي تغتسل وتذهب لشراء بعض القات ومن حينها ذهبت ولم تعد ولم تواداعني ي فقيدي لهذه اللحظة أتساءل كيف خطفك الرحيل فجأة لم توادعني لم تخبرني بأن تلك المداعبة كانت الأخيرة بيننا ، يظنون أنني قد نسيتك بعد وفاتك وأن السعادة تحتويني لا يعلمون أنني أتألم بعد فراقك
لا يعلمون أن صوتك ما زال عالق بمسمعي لا يعلمون أن صدى ضحكتك تراودني كل حين عندما أرى الأشياء التي تتعلق بك تدمع عيناي وتزداد نبضات قلبي فأنا اتظاهر بالقوة أمام الجميع وقلبي يبكي ويعتصر ألما وعندما أخلد إلى النوم أتذكرك فأبكي بدهشة وحرقة دون أن يسمعني أحد مازلت اتذكر قبلتك على جبيني عندما تأتي لتوادعني عند ذهابك للعمل وها انا اعترف لك بأنني في بعض الأيام كنت اتظاهر بالنوم كي لا تطيل حديثك معي وانا منشغلة بتصفح هاتفي ، لم أنس مساعدتك لي بغسل ملابسي عندما أعاني من وعكه صحية لم أنس بحثك عني عندما لا تجدني بغرفتي لم أنس أيضا المفرحات التي كنت تحضرها لي أنا وشقيقتي لم أنس الفرحة التي كانت تغمرني نهاية كل شهر بالمبلغ الذي تتذكرني به من رأتبك لم أنس خصامنا ولا عتابنا لم أنس اللحظات التي قضيناها آخر الليل لن أنسى مغامراتنا المجنونة كنت نعم الأخ والصديق لم أتخيل أن ودائعي الأخير لك سيكون في سيارة الأسعاف التي نقلتك من مستشفى الجمهورية إلى جانب مسجد البيحاني لصلاة الجنازة عليك ، قد حُرمت من رؤية وجهك فقبلتي الأخيرة لك كانت من فوق كفن ابيض لم استطع محادثتك حينها فالجميع كان ملتف حولك ناديتك باسمك وكررت ندائي ولكنك لم تجب هل كنت تتظاهر بالنوم مثل ما كنت أفعل معك لا أعتقد فقد كنت جثة هامدة حتى أني لم أفرق أعلاك من أسفلك فقد كنت ملتف بكيس أبيض من فوق الكفن رحمك الله ي أخي وأسكنك فسيح جناته..
أحزنني ما كتبتي أيتها الفتاة تُرى ما الذي أتى بها إلى هنا يبدوا أن هذا المكان محطة عبور سأضع بصماتي انا أيضاً وساكتب مابداخلي في تلك الكراسة لكني ساغير مسارها تماما وسأضيؤها بمشاعر الحب والأمل ..
أحد الصفحات مكتوب عليها لا وجود للحب الحقيقي فهي كذبه اخترعوها ليلهونا عن حب الجهاد في سبيل الله ومحاربة المرتدة وذو البناطيل الطائحة والعبائات الضاقطة وذوات سنام الجمل لن نجعل على هذه الأرض ساقط أم ساقطة سنحارب عهر النامصة والمتنمصة لن نجعل اظفر يطول ولا أعين تحول وتجول سنطبق شرع الله فيما أنزل وسنبدأ من الأية التي تقول يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ سنبتر قدم من تفكر أن تخطي من باب منزلها دون جلباب سنتزوج مثنى وثلاث ورباع فهو حق أحقه الله لنا لو لم تكن المرأة نجسة لما حرمت من لقاء الله في صلاتها كل شهر حتى رسول الله نعتها أنها ناقصة عقل ودين لن نحيي المساواة بين الرجل والمرأة ،لم تساوي الرجل بالميراث حتى تطالب اليوم بالمساواة سنقضي على قاعدة المساواة بين الرجل والمرأة سنعيدهن إلى ملتهن أيام الجاهلية فقد كن يدفن أحياء سنعيد دفنهن أحياء ولكن ليس في المقابر وإنما في المنازل نعم للجهاد في سبيل الله وأهلاً بمفتاح الجنة ووداعاً لكذبة وخدعة وجود الحب الحقيقي فلا وجود له على الأطلاق..
لأبد من أن أرد عليه وأوضح له مالم يرأه عن الحب فقد شحنوا عقله بكره وبغض النساء ..
عزيزي الذي لا أعلم من تكون : حين تجد الحب الحقيقي كل أوهامك ومعتقداتك عن الحب ستختفي ، كل مخاوفك من الحب سترحل دون أيما مجهود تلك الفراشات التي تشعر بها تتراقص حول معدتك ستشعر بها في أعماق قلبك ذاك الدفئ الذي يحيط ذراعيك وقت تلتفان بالعناق لا تريده أن ينقضي تلك الرعشة التي تصيب يديك حين تلتقي الكف بالكف لن تريد أن تتوقف أبسط التفاصيل عنهم ستجدها محفورة بقلبك قبل عقلك ..
صباح الخير على الساعة الثالثة قبل الزوال ،كأس شاي وحيد بعد الأستيقاظ رومنسية مفرطة بعد منتصف الليل ، غيرة هنا ، إنزعاج هناك ، رائحة عطر ، قطرات مطر ، تفاصيل التفاصيل ستجدها عالقة بين الوريد والوريد ، قلبك سيشعر أخيراً بالانتماء وسينتابك احساس غريب يدفعك إلى الرغبة في تغيير نفسك للأحسن ستشعر بالحب يتدفق إلى أعمق نقطة فيك كيف ومتى لن تعرف كل ما ستعرفه هو أن الحب الذي تشعر به سيصبح أخيراً له المعنى الحقيقي للحب ، الحب الذي تغمض عيناك عن رؤيته ستجد قلبك يراه بأعمق ما فيه ..
والآن ساعيد الكتاب إلى موقعة وساكرر محاولاتي لفتح الباب، ياللدهشة صدق من قال بأنني بلهاء المفتاح على الباب وأنا لا أراة صحيح أن عين الإنكسار والسقوط إلى الهاوية لا تريك شيئاً سوى التخبط والظلام فإيجابية الحب والأمل في الحياة يجعلك ترى الأشياء بعين الواقع والحقيقة سأغادر ذلك المكان فقد كان محطة عبور في حياتي سأمضي في طريقي ولن التفت للخلف حتى لا أعود لنفس المكان .

مريم محمد الداحمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى