رآي وفكر

رسالة من قلب موجع إلى وطن بلا حدود!

بقلم عدنان حلبوب

الوطن ما هو بالنسبة لنا نحن الذين نقول لا! هو ليس قطعة أرض وحفنة تراب نعيش فيه؛ إنما الوطن هو إحساس حي نابض ككائن مرهف يعيش فينا ولا نعيش فيه، مشاعر تحركنا وشجن طفلة حالمة تبكينا بلحن الفرح والألم معًا، تدغدغ أحاسيسنا فتنهمر دموعنا بلا موعد فنرى من خلالها عيني وطن موجع بجراحه، بسُهوله وهضابه وشجره وجباله وترابه وجحيمه وتَعَسُّته وبكل ما به. تُعزف فيه أوتار تَدندن قصيدة الأم!.. أتفهم ماذا أقصد بالأم ..؟! أنا أشير إلى الوطن فهو حُضن الأم الدافئ الذي لن نجد أحن منه.. أليس هو..؟!

أتدرك ما هو شعور الألم حين نسمع أغنية الوطن ولحن الانتماء يا صديقي؟! إنه شعور داخلي ليس ظاهرًا، إنه خفي نعيشه لوحدنا ولا يعرفه سوانا.. أتعرف معنى أن تمضي عمرًا من حياتك في النضال ودراسة علم الدولة كي تنعم بحرية، ثم تجد نفسك خارج الوطن، لأنك لماذا؟ لأنك قلت لا واخترت كرامتك ولأن لك نظرة مختلفة.. وأليس للكرامة ثمن حين يسود النفاق والزيف والكذب والدجل والظلم والفساد وتسمو قصيدة المستبد على أغاني الوطن ولحن سعادة الناس..؟! أتدري ما هو أشد شعور الألم يا رفيقي؟

لا لا،وعمري أنك بهذه لا تعلم ولا تدري، أتعرف لماذا ..؟ لأنك لازلت أعزب وليس لديك أبناء ينادونك يا “بابا” في نهاية كل شهر عليك أن تكون مسؤولًا أمامهم..! كيف لا وأنت ترى مستقبلهم ومستقبل أجيالهم تقوده عقول بزاوية بعيدة بزوايا المصير المجهول..؟؟!! وهو شعور أغلب الآباء والأمهات..

فلم أكن أنوي أن أعطيك درسًا بما هو الألم لكنه من يكتب إليك هو الألم.. فأنت لست أنا من يكتب ولكن ربما حقًا أنا الألم..!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى