همس اليراع .. الف سلامة للمناضل سالم صالح محمد

بقلم ــ عيدروس نصر
يعاني الأخ المناضل سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسه السابق الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني سابقاً ومستشار رئيس الجمهورية لاحقاً من الفشل الكلوي ويجري غسيلاً كلوياً بمعدل مرتين في الأسبوع وقد عرفت هذا الخبر لأول مرة فكان الاتصال بيننا للاطمئنان على صحته والتمنيات له بالشفاء العاجل والصحة والسعادة والتوفيق.
وخلال حديثنا تعرضنا للكثير من القضايا على الساحة الجنوبية ومنها ما يعانيه أهلنا في عدن وكل محافظات الجنوب، مع رداءة الخدمات وغيابها واضمحلال حضور الدولة (المفترضة) واستفحال الفساد، بالإضافة إلى معانات الموظفين الحكوميين في كل محافظات الجنوب الذين مرَّ على بعضهم خمسةُ اشهرَ والبعض أكثر لم يستلموا فيها مرتباتهم التي هي بالنسبة للغالبية العظمى من العاملين أو المتقاعدين (طوعاً أو قسراً) المصدر الوحيد الذي يعيلون منهم أفراد أسرهم.
وفي سياق هذا الحديث عرفت أن الاخ المناضل سالم صالح مثله مثل كل الموظفين الحكوميين لم يستلم راتبه الشهري منذ خمسة أشهر، وأنه لا يتقاضى أي مستحقات من أية جهة في الداخل أو الخارج، لا من الحكومية الشرعية ولا من أي طرف من الأطراف المتنفذة في الجمهورية اليمنية (المفترضة) التي كثر عددها وكلٌ منها يدَّعي الشرعية لكن لا أحد من هؤلاء يقوم بأية وظيفة من وظائف (الشرعية)، غير الخطابات والتنافس على الظهور على وسائل الإعلام.
يقول الاخ سالم صالح: إنا لست إلَّا واحداً من المواطنين العاديين في ما يعانونه من وقف المستحقات وعدم قيام بالسلطة بمعالجة هذه الأزمة، بيد إننا ونحن نرى هذا الوضع الغرائبي المهين الذي يتعرض له مناضلو ثورة 14 أكتوبر من التعامل العدائي المقصود بعد مرور 62 عاماً على اندلاع هذه الثورة، فإننا نشعر بأن الحكام الذين لا يحترمون أصحاب التاريخ النضالي، لا يمكن أن يحترموا المواطنين العاديين، فضلاً عن أن هناك من يعتبر هؤلاء المواطنين عبئًا على سلطته، ويتمنى لو أن البلاد بلا مواطنين.
وفي هذه السياق يحق لكل مواطن أن يتساءل: إذا كانت السلطة التي تتحكم في مصير الجنوب والجنوبيين لا تدفع مرتباتٍ ولا توفر خدماتٍ ولا كهرباءَ ولا وقوداً ولا تدير تعليماً ولا تقدم خدمةً طبية ولا تقيم عدلاً ولا تحمي أمناً ولا تفعل شيئًا من أجل المواطن فلماذا تسمي نفسها سلطةً؟ (ولا أقول دولةً) وماذا تبقى من علامات وجود هذه السلطة؟
إنني إذ أتقدم للإخ المناضل سالم صالح محمد وجميع مناضلي ثورة 14 أكتوبر بالتمنيات القلبية الصادقة بطول العمر والصحة والسلامة وله شخصياً بالشفاء العاجل فإنني أُعرِب عن تعاطفي مع كل أهلنا في الداخل لما يعانونه من جراء نهج التعذيب المتعمَّد ومحاولات التركيع من خلال سياسات التجويع، ونذكِّر المسؤولين الذين يديرون شؤون البلاد أن مفردة (مسؤول)، جاءت من الفعل(سأل)، والمسؤول هي اسم مفعول لهذا الفعل، أي من يتعرض للسؤال والمساءلة عما قام به من واجباته، ولأن الشعب لا يسائلهم فإننا نتركهم ليسألو أنفسهم، وتسألهم ضمائرهم، عما إذا كان قد تبقى لديهم شيئاً من غريزة الخجل ليستدعوها، وهم يشاهدون معاناة من يفترض أن يسائلهم.
والله المستعان على كل حال.