اخبــار محليـة

حضرموت تعيد ترتيب أوراقها.. لقاء استثنائي ينصب الشيخ خالد الكثيري ويقر خارطة طريق جديدة للحلف

الجنوب أونلاين| مناف الكلدي:

في لحظة وُصفت بأنها من أهم المنعطفات القبلية خلال السنوات الأخيرة، شهدت منطقة رأس حويرة صباح اليوم السبت، انعقاد اجتماع استثنائي واسع لمناصب ومقادمة ومشايخ حضرموت، أفضى إلى انتخاب الشيخ خالد محمد بن عمر بن جعفر الكثيري رئيسًا لحلف قبائل حضرموت بالإجماع.
وجاء هذا الحدث في ظل ظروف حساسة يشهدها المشهد الحضرمي، وسط دعوات لإعادة توحيد القرار القبلي وتفعيل النظام الأساسي للحلف بعد سنوات من التعثر والجمود.

حضور قبلي ومدني واسع يعكس حجم الحدث

اتسم الاجتماع بحضور لافت ضم مناصب ومشايخ ومقادمة قبائل حضرموت، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية وأمنية، بينهم وكيل المحافظة المساعد الشيخ عبدالهادي التميمي، وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب بارجاش، ومدير أمن ساحل حضرموت العميد مطيع المنهالي.
هذا الحضور الواسع عكس حجم التوافق على ضرورة معالجة الركود الذي أصاب عمل الحلف لسنوات، وإحياء دوره كمرجعية قبلية جامعة لأبناء حضرموت.

تصحيح المسار وتفعيل النظام الداخلي

في كلمته، أوضح الشيخ خالد الكثيري أن هذا اللقاء يمثّل امتدادًا لجهود اللجنة التحضيرية التي سعت إلى إعادة تصحيح مسار الحلف بعد سنوات من غياب تدوير الرئاسة وعدم تفعيل النظام الأساسي. وأشار إلى أن الحلف، الذي تأسس في 2013 بدعوة من الشيخ سعد بن حبريش، واجه مشكلات متراكمة سببها التفرد بالقرار وتعطيل الوثائق المنظمة لعمله.
وأكد الكثيري أن المرحلة المقبلة ستشهد تفعيلًا للنظام الأساسي، وتوسيعًا لقاعدة المشاركة، وتدويرًا للرئاسة بآلية تحد من الانفراد وتحافظ على وحدة الصف.

تأكيد على دعم السلطة المحلية وقوات الأمن والنخبة الحضرمية

وفي كلمة قبائل سيبان، أكد المقدم سالم سماح باسلوم، نيابة عن مقدامة القبيلة، دعم سيبان للسلطة المحلية بمحافظة حضرموت، ومساندتهم لقيادة ومنتسبي المنطقة العسكرية الثانية والنخبة الحضرمية والأمن العام. كما جدّد تأييد سيبان لجهود إصلاح الحلف وإعادة هيكلته، مشددًا على ضرورة مراجعة القرارات الفردية التي عطلت دوره، ومؤكدًا وقوفهم مع أي خطوات تُتخذ لمصلحة حضرموت وأمنها واستقرارها.

خارطة طريق جديدة… وتوسيع قاعدة التمثيل

أقر الاجتماع الاستثنائي حزمة من القرارات التنظيمية، أبرزها:

  • تثبيت مطالب حضرموت المعلنة سابقًا واستمرار المطالبة بتنفيذها.
  • تشكيل مجلس رئاسة الحلف من 101 عضو يمثلون مختلف قبائل حضرموت.
  • انتخاب هيئة رئاسية من 22 عضوًا لتسيير عمل الحلف.
  • تعديل وتطوير النظام الأساسي بما يتواءم مع احتياجات المرحلة.
  • تحديد فترة رئاسة الحلف بسنتين قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.
  • الدعوة لإنشاء لجان تخصصية تعزز أداء الحلف وترسم سياساته المستقبلية.
    هذه الخطوات جاءت استجابة لحاجة حضرموت إلى قيادة قبلية فاعلة قادرة على مواجهة التحديات المتمثلة في الاستهداف الممنهج للثروة والهوية والنسيج الاجتماعي.

دعوة للوحدة في الداخل والخارج

ودعا البيان الختامي جميع أبناء حضرموت، في الداخل والخارج، إلى الاصطفاف حول الحلف بوصفه المرجعية الجامعة للقبائل. كما شدد على ضرورة رص الصفوف لإفشال المؤامرات التي تستهدف حضرموت وثرواتها، واعتبار المرحلة الحالية مرحلة مفصلية تتطلب أعلى درجات الوعي والمسؤولية.

حضرموت أول… رؤية تتجدد

أكد اللقاء أن ثروات حضرموت الناضبة تتعرض للنهب والتبديد من قبل جهات متنفذة، الأمر الذي يستوجب وقفة موحدة تضمن أن تكون هذه الثروات لأبناء المحافظة أولاً. واعتبر المشاركون أن الحلف، بهيكليته الجديدة، قادر على إعادة ترتيب البيت الداخلي وتمثيل حضرموت تمثيلًا حقيقيًا، بما يحمي مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ختام… بداية مرحلة جديدة

اختتم الاجتماع أعماله وسط إشادة واسعة بنجاحه وإجماعه، معتبرين أن انتخاب الشيخ خالد الكثيري خطوة أولى نحو مرحلة أكثر تماسكًا وتنظيمًا في عمل الحلف. وأكد المجتمعون أن حضرموت تقف اليوم أمام فرصة حقيقية لاستعادة حضورها وحقوقها، إذا ما تكاتفت جهود أبنائها تحت مظلة واحدة ورؤية موحدة عنوانها: حضرموت أولًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى