توفيق جزوليت: لا سلام في اليمن والخليج دون استعادة الدولة الجنوبية
كتب/ د. توفيق جزوليت
لا قبول لأي حلول ومشاريع ترقيعية، ولا سلم وسلام في منطقتي اليمن والخليج العربي دون استعادة الدولة الجنوبية، وفك الإرتباط مع صنعاء، ولو طال الزمن.
الشعب الجنوبي يعيش ظروفا اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة بل ولم يعرفها التاريخ العربي المعاصر، وعلى حدودها تتمتع غالبية أهل الخليج بالنعيم والجاه والغنى الفاحش.
يتم هذا على مرآى ومسمع الحكام العرب وفي مقدمتهم حكام وصانعي القرار في دول الخليج العربي خصوصا تلك التي بادرت منذ سقوط اليمن الشمالي بين أيدي الحوثي باللجوء إلى منطق القوة من خلال التحالف العربي، وفشلت في مساعيها العسكرية ليصبح نظام الحوثي الموالي عقائديا واستراتيجيا لطهران، أمرا واقعا، بل ودخلت في مفاوضات معه، أي أنها أقدمت على اعتراف إن لم يكن صريحا فهو ضمنيا بأن الحوثي هو الذي يتحكم قي مقاليد الحكم في صنعاء سياسيا و عسكريا.
خسرت دول التحالف الخليجي معركتهما مع الحوثي، مما زاد الطين بلة، وفي الوقت ذاته لم تول أي اهتمام يذكر للاوضاع الانسانية المزرية، بل والمأساوية في المحافظات الستة في جنوب اليمن أو الجنوب العربي الذي يحلو للجنوبيين تسمية محافظاتهم.
القضية الجنوبية التي تعتبر بحق أساس أي حل نهائي ودائم لأزمة اليمن منذ فشل الوحدة الاندماجية بين شطري اليمن، هاته الأزمة بابعادها السياسة والاجتماعية والامنية والجيوسياسية لم تراوح مكانها بل تتطور بشكل مخيف فوق طاقة وقدراتك المواطن الجنوبي، ويظل الشعب الجنوبي يدفع غاليا ثمن ما يسميه البعض باللامبالاة وعدم الإكثرات، وانعدام الحد الأدنى من الإنسانية ، والبعض الآخر بالحسابات الإقليمية الضيقة ، وتضارب المصالح الإستراتيجة لدول الجوار.
رغم هذا و ذاك لن تستطيع أي قوة إزاحة الجنوبيين من أرضهم، وإصرارهم على استعادة دولتهم لما قبل العام 1990، ويظل الاستقلال عن صنعاء هو الخيار المنطقي والذي يتجاوب مع متطلبات الشعب الجنوبي الذي قدم الآلاف من الشهداء و لايزال إلى حدود كتابة هاته السطور.
د. توفيق جزوليت ـ أستاذ القانون الدولي جامعة محمد الخامس الرباط .