اخبــار محليـة

فادي باعوم يسرد تفاصيل نهب شقة والده في عدن بعد إجتياح 1994: اقتحام، انتهاك، و”مكافآت” للصوص

الجنوب أون لاين ـ خاص

كشف القيادي الجنوبي وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فادي حسن باعوم، عن واحدة من أكثر القصص الشخصية المؤلمة التي عاشها في أعقاب اجتياح الجنوب عام 1994، مسلطًا الضوء على ما وصفها بـ”ثقافة النهب المحمية بالسلطة”، والتي لا تزال تنخر مؤسسات الدولة حتى اليوم.

وفي سردٍ مؤثر، قال فادي باعوم إن المدعو غازي أحمد لحول المصعبي اقتحم شقة والده، الزعيم الجنوبي المعروف حسن باعوم، في مدينة عدن عام 1994، بعد الاجتياح العسكري للجنوب، وبدعم واضح من السلطة آنذاك.

وأكد باعوم أن الشقة الواقعة ضمن المشروع السعودي في حي المعلا، لم تكن منحة أو هبة، بل كانت تعويضًا رسميًا عن المنزل الذي نُهب من عائلته في خور مكسر بعد أحداث يناير 1986، وتم استلامها بشكل قانوني بعد الوحدة في عام 1990.

وأشار إلى أن الاقتحام لم يكن مجرد استيلاء على ممتلكات، بل مثل “انتهاكًا صارخًا للكرامة والإنسانية”، خاصة أن جده (عم والده)، وهو رجل مسن ومريض، كان يقطن حينها في الشقة، وقد أُخرج منها بالقوة، دون أي اعتبار لسنّه أو حالته الصحية.

وذكر فادي باعوم أنه لجأ إلى كافة الوسائل القانونية لاستعادة الشقة، وتم تحديد موعد رسمي لتسليمها من قبل شرطة المعلا، إلا أن المفاجأة كانت باقتحام محافظ أبين حينها، أحمد لحول المصعبي، لقسم الشرطة برفقة حراسته التي حاولت اعتقاله شخصيًا، لولا تدخل شجاع من بعض أفراد شرطة المعلا من أبناء أبين، الذين وقفوا إلى جانبه ومنعوا ما وصفه بـ”جريمة التعدي الثانية”.

ولم يكتفِ غازي باقتحام الشقة، بل استعان بعمه، رئيس هيئة أراضي الدولة آنذاك، الذي قام بتسجيل ملكية الشقة باسمه بطريقة مخالفة للقانون، قبل أن يقوم ببيعها لاحقًا، مما جعل من الصعب استعادتها قانونًا، كون المشتري الجديد أصبح محميًا بالقانون، بينما بقيت الجريمة الأصلية بلا محاسبة.

واستعرض باعوم موقف مدير أمن عدن آنذاك، محمد صالح طريق، الذي قال إنه ظل يماطل في القضية ويتعامل معها باستهزاء، مرددًا عبارات مثل: “أنتم انفصاليون… وأين أبوك؟”، في إشارة إلى محاولات تشويه القضية وتحويلها إلى مسألة سياسية بدلًا من اعتبارها قضية حق واضح.

واختتم القيادي الجنوبي سرده بالإشارة إلى أن غازي لحول تم “مكافأته” لاحقًا على هذه الأفعال، حيث تدرج في المناصب حتى أصبح مديرًا لأمن عدن، ثم وزيرًا في حكومة الحوثيين، في حين أصبح محمد صالح طريق سفيرًا لليمن في تركيا.

وشدد فادي باعوم على أن ما جرى ليس حادثة فردية، بل “منهج متكامل من الفساد”، حيث تُحوّل الجريمة إلى وظيفة رسمية، ويُكافأ اللص على سرقته بمنصب.

وختم بالقول:
“لقد آن الأوان لتسمية الأمور بمسمياتها… اللص ليس باسطًا، والبيت المسروق ليس حق حفاظة، وهذه الجرائم لا يُسقطها الزمن ولا يُغطيها الصمت. وما لم نفضحهم بالحقيقة، سيبقى السرطان يأكل ما تبقّى من عدن ومن كرامتنا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى