رآي وفكر

لماذا بن مبارك_ألم تفهموا بعد!

كتب/ ماجد الطاهري

قال أحد الفلاسفة : “الصفعة الأولى التي لا تتعلم منها تجعل الثانية مستحقة بحقك” ولستُ أدري كم غبيا ما زال حتى اليوم معلقا حبال آماله و رجاءه بدول الخارج..

هل نحن أغبياء؟ أم لدينا مناعة ضد الفهم؟ أم ان الصفعات المتتاليات التي تلقيناها طيلة تسعة سنوات قد أذهبت بما تبقى من عقولنا وحالت معظمنا أشخاصا بلداء أسلموا رقابهم لتتار العصر آملين منهم الصفح والغفران ثم العيش تحت ضلالهم حياة كريمة ومواطنة متساوية…!

من لم يتعظ بتجارب ماضيه ويقرأ تاريخ الأمم والشعوب الحرة مستلهما الدروس قطعا لن يستفيد في حاضره ولا مستقبله، فـ هل نحن مدركون فعلا الى أين يسوق الراعي القطيع؟ أإلى المراعي أم الى الجزار؟

شنت دولة امريكا حربا على افغانستان والعراق بزعم تحرير البلدين من النظام الديكتاتوري والأرهاب فكانت النتيجة إغراقهما في الفوضى والقتل والجوع والفقر،ثم تدخلت امريكا وبعض دول أوروبا ومعها دول الخليج العربي بمزاعم تحرير ليبيا وسوريا والسودان فأضحت النتائج ضياعا وخرابا لتلك البلدان وإضعافها وسلب قراراها ونهب خيراتها بوسائل متعددة.

وحالنا في الجنوب واليمن بشكل عام كحال سوريا والعراق والسودان وليبيا ولا يخفى على أحد، فهل من صالح دول الخارج الذي اختطفت قرارنا وانتهكت السيادة أن تحل لنا مشاكلنا وتصلح ذات بيننا؟ البعض يستغرب قرار تعيين بن مبارك رئيسا لمجلس الوزراء وهو معلوم بالتجربة فاسدٌ خلف لفاسدٍ سلف، وآخر متأسفا يتساءل قائلا: هل خلت الساحة اليمنية من أشخاص أهلا للثقة، جديرون بتحمل الأمانة والمسئولية؟ الجواب: ألم تفهم بعد أن ذوي الكفاءة والنزاهة غير مقبول لدى امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات على الإطلاق بأن توكل اليه مهام إدارة مؤسسات الدولة،لأن المعيار “الخارجي” لا ينطبق إلا على أشخاص يتحلون بمواصفات معينة ويملكون رصيدا حافلا بالفشل والفساد والإنقياد والتبعية وخيانة الأوطان.

احمد عوض بن مبارك وتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء لم يكُ قرارا داخليا محضا صادر عن مجلس الرئاسة اليمني، ولا حتى نتيجة إقتراح من أحد أعضائه فالجميع يعلم تماما الماضي السياسي والإداري للرجل، لكنه فرض فرضا من الخارج لتولي المهمة لكونه الشخصية الأسوأ والأفشل بنظرهم كما هو الحل المناسب لإستمرار تنفيذ رغباتهم ومخططاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى