مع حق بن حبريش إن كان حقاً..!

بقلم/ خالد شوبه
حاولت جاهداً أن أجد تفسيراً منطقياً أو تبريراً مقبولاً للدعوات الفئوية الجهوية التي أطلقها الشيخ القبلي عمرو بن حبريش الحمومي، والتي دعا فيها أبناء حضرموت للزحف نحو الهضبة لتحقيق مطالبهم واستعادة حقوقهم.
معقول، بن حبريش، الذي يُفترض أن يكون عونًا وسندًا وداعمًا لقوات النخبة الحضرمية، أبناء جلدته، يصل به غروره وأطماع من يدفع به، إلى تفتيت هذه القوات وتمزيقها وإنشاء تشكيلات مسلحة مناوئة ومشبوهه، بهدف تقويض الأمن والاستقرار الذي تنعم به كافة مناطق حضرموت بفضل جهود وتضحيات قوات النخبة الحضرمية!
كم تمنيت لو أن بن حبريش وجه دعواته وحشوده هذه نحو المنطقة الدحباشية الأولى، ولو بطريقة سلمية، لتحرير أهله وناسه في الوادي من قبضة تلك القوات العسكرية اليمنية المحتلة التي وجهت رصاصات غدرها وخيانتها صوب صدر شهيد الجنوب الكبير الشيخ سعد بن حبريش الحمومي، بدلًا من توجيهها صوب الهضبة!
لا أعتقد مطلقًا أن مشاريع بن حبريش العصبوية المناطقية التي يدعو إليها تخدم حضرموت أو تدعم مطالب وحقوق أبنائها، كما لا أظن أن مشاريع التغزيم المناطقية الفئوية المشبوهة التي يتبناها بن حبريش ويحاول إقناع داعميه بها، تمثل أبناء حضرموت الغيورين على تعزيز اللحمة الجنوبية وتكاتفها وتوحيد كلمتها.
بل الأكيد يقينًا أن مثل مشاريع الفتات هذه التي يروج لها بن حبريش، والتي تنتقص من نضالات شعب الجنوب وحقه في تحقيق أهدافه وتطلعاته، لن تجد قبولًا في الشارع الحضرمي خاصة والجنوبي عمومًا، مهما بلغ شأنها ومغرياتها.
كلنا على علم بمطالب أبناء حضرموت الحقة والمشروعة، وقد سبق الإعلان عنها في بيانات حشودهم المليونية المتعددة السابقة، وكلنا أبناء الجنوب نقف مع هذه المطالب وندعمها، وسنكون في خندق واحد جنبًا إلى جنب مع أبناء حضرموت للدفاع عنها والمساهمة في تحقيقها، بعيدًا عن دعوات التشرذم العصبوية المشخصنة والمستهترة التي لا ترتقي إلى مستوى طموحات وتضحيات شعب الجنوب.
لن نقبل بمحاولات سلخ حضرموت عن هويتها الجنوبية الأصيلة مهما عظمت التضحيات، ستبقى حضرموت جزءًا أصيلًا وغاليًا من ثرى هذه الأرض الطيبة، وستبقى قواتنا المسلحة الجنوبية عضدًا وسندًا ومعصمًا لها إلى جانب قادة وأفراد نخبتها الحضرمية الأبطال وكل أبنائها الشرفاء الخيرين.
سنكون جميعًا، شعب الجنوب، درعًا واقيًا وحصنًا حصينًا منيعًا ضد كل من تسول له نفسه وأطماعه المساس بأرض حضرموت أو محاولة العبث بأمنها واستقرارها.
ولا نامت أعين الجبناء..!