الضربات الأمريكية ضد الحوثيين: الأهداف، النتائج، الانعكاسات، والسيناريوهات المحتملة [ دراسة تحليلية ]

الجنوب اونلاين|خاص:
المقدمة :
في ظل التصعيد المتزايد للتوترات الإقليمية والدولية، برزت الضربات الأمريكية ضد جماعة الحوثيين في اليمن كواحدة من أبرز التطورات العسكرية التي شهدتها منطقة البحر الأحمر منذ مطلع عام 2024. جاءت هذه الضربات كرد فعل على الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية في الممرات البحرية الحيوية، والتي هددت أمن الملاحة الدولية وأربكت حركة التجارة العالمية.
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل الأبعاد المختلفة لهذه الضربات، بدءًا من السياق العام الذي أدى إلى اندلاعها، مرورًا بالأهداف الأمريكية المعلنة وغير المعلنة، ووصولًا إلى انعكاساتها العسكرية والسياسية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. كما تسعى الدراسة إلى استشراف السيناريوهات المحتملة لتطور الأزمة، بناءً على المعطيات الراهنة وتفاعلات الأطراف الفاعلة.
تكتسب هذه الدراسة أهميتها من كونها تتناول قضية ذات أبعاد متشابكة، حيث تتداخل فيها العوامل العسكرية بالسياسية والاقتصادية، كما أنها تؤثر بشكل مباشر على موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، وتطرح تساؤلات حول مستقبل الصراع في اليمن ودور القوى الدولية والإقليمية في إدارته.
تعتمد الدراسة على منهج تحليلي يقوم على رصد الوقائع وتقييم التصريحات الرسمية، بالإضافة إلى تحليل التقارير.
أولًا: السياق العام للضربات الأمريكية
منذ أواخر عام 2023، بدأت جماعة الحوثيين في تكثيف هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، تحت مبرر دعمهم لحركة “المقاومة” ضد إسرائيل في سياق الحرب على غزة. ومع تزايد التهديد على خطوط الملاحة العالمية، وخاصة السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا، بدأت واشنطن، ضمن تحالف بحري دولي، بتوجيه ضربات جوية مباشرة للحوثيين، بدأت فعليًا في يناير 2024 واستمرت بوتيرة متقطعة حتى بداية أبريل 2025.
ثانيًا: الأهداف الأمريكية من الضربات
1. أمن الملاحة الدولية
تُعَدُّ حرية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب من المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، نظرًا لأهمية هذا الممر في تدفق الطاقة والتجارة الدولية.
منذ أواخر عام 2023، صعّدت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران هجماتها على السفن التجارية والعسكرية في هذه المنطقة، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في حركة الشحن البحري وأثار قلقًا دوليًا متزايدًا مما أدى إلى:
- انخفاض حركة الشحن عبر قناة السويس بنسبة 79.6% بحلول يونيو 2024.
- تأثر 29 شركة شحن من 65 دولة، واضطرار العديد منها لتحويل مساراتها عبر رأس الرجاء الصالح.
- ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين بنسب كبيرة.
- تشكيل تحالف “حارس الرخاء” (Prosperity Guardian)
2. ردع إيران ووكلائها
سعت الضربات إلى تقليص نفوذ إيران الإقليمي عبر استهداف حلفائها، لا سيما الحوثيين. تصاعدت التوترات مع طهران، التي حذرت دول الجوار من دعم أي عمليات أمريكية ضدها. كما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة بنشر:
- مقاتلات F-35 وقاذفات B-2.
- حاملتي الطائرات USS Harry S. Truman وUSS Carl Vinson.
3. إعادة رسم التوازن العسكري في اليمن
سعت الولايات المتحدة من خلال ضرباتها العسكرية ضد ميليشيا الحوثي في اليمن إلى إعادة رسم التوازن العسكري في اليمن، بهدف تقويض القدرات العسكرية للحوثيين وتعزيز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا. يأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وضمان أمن الممرات البحرية الحيوية.
حيث ركزت الضربات على تقويض قدرات الحوثيين العسكرية عبر:
- تدمير مستودعات الأسلحة والصواريخ.
- استهداف مراكز القيادة والتحكم.
- ضرب منشآت تصنيع الطائرات المسيرة.
مما أضعف قدراتهم الهجومية وفرص تقدمهم على الأرض.
ثالثًا: نتائج الضربات الأمريكية (حتى أبريل 2025)
1. الخسائر البشرية:
منذ تصاعد الحملة الجوية الأمريكية ضد جماعة الحوثي في اليمن، سُجِّلت خسائر بشرية متعددة في صفوف الحوثيين. تفاوتت التقارير حول أعداد القتلى والجرحى، مع اختلاف المصادر وتواريخ الضربات.
إحصائيات الخسائر البشرية:
بناءً على التقارير الإخبارية المتاحة حتى أبريل 2025، يمكن تقديم تفاصيل أوسع حول الخسائر البشرية في صفوف الحوثيين نتيجة الضربات الأمريكية في اليمن مع التركيز على الأرقام والإحصائيات:
الخسائر المعلنة في أبريل 2025:
أفاد تقرير في أبريل 2025 بمقتل أكثر من 61 حوثيًا وإصابة 98 آخرين في ضربات استهدفت صنعاء وصعدة والحديدة ومأرب. ويُعتقد أن من بين القتلى قيادات ميدانية في وحدات الطائرات المسيّرة والصواريخ. هذا الرقم يمثل حصيلة الضربات حتى تاريخ صدور التقرير في أبريل.
الخسائر المعلنة في مارس 2025:
شهد شهر مارس 2025 تصعيدًا كبيرًا في الضربات الأمريكية ضد الحوثيين، والتي أطلق عليها اسم عملية “Rough Rider”. وذكرت تقارير أن هذه العملية كانت الأكبر من نوعها في المنطقة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الثانية.
في يومي 15 و 16 مارس، نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع للحوثيين في عدة محافظات، بما في ذلك صنعاء وصعدة.
أفادت مصادر تابعة للحوثيين بأن هذه الضربات الأولية في منتصف مارس أسفرت عن مقتل 53 شخصًا، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، وإصابة 98 آخرين.
صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز بأن الضربات استهدفت وقتلت “العديد من قادة الحوثيين” كجزء من استراتيجية لاستهداف قيادة الجماعة.
تقديرات أخرى وإشارات إلى خسائر أكبر:
أشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، إلى أن ضربة استهدفت الحديدة أسفرت عن مقتل حوالي 70 مقاتلاً وقائدًا حوثيًا بالإضافة إلى “خبراء” من الحرس الثوري الإيراني. ومع ذلك، لم يتم تأكيد هذا الرقم من مصادر مستقلة.
ذكر خبير يمني من شركة “Basha Report” أن إعلانات التعازي على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى مقتل عقيد يشرف على مراكز الشرطة التابعة للحوثيين في الحديدة، بالإضافة إلى شقيقيه، في الضربة التي نشر الرئيس ترامب مقطع فيديو لها. هذا يشير إلى احتمال وجود خسائر في صفوف قيادات أمنية تابعة للحوثيين.
ملخص الأرقام والإحصائيات:
* أبريل 2025 (تقرير): أكثر من 61 قتيلاً، 98 جريحًا.
* مارس 2025 (ضربات 15-16 مارس): 53 قتيلاً (بينهم 5 أطفال وامرأتان)، 98 جريحًا (إحصائية أولية للحوثيين).
* حصيلة حتى أوائل أبريل 2025 (الحوثيون): ما لا يقل عن 65 قتيلاً.
* ضربة الحديدة (أوائل أبريل): 4 قتلى على الأقل.
* ضربة صعدة (6 أبريل 2025): 2 قتلى، 9 جرحى.
* تقدير حكومي (غير مؤكد): حوالي 70 قتيلاً في ضربة واحدة بالحديدة.
بشكل عام، تشير التقارير إلى أن الضربات الأمريكية في اليمن خلال شهري مارس وأبريل 2025 قد أدت إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الحوثيين، تجاوزت الستين قتيلاً وما يقارب المائة جريحًا وفقًا للتقديرات المعلنة من قبل الحوثيين أنفسهم. وقد تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك، خاصة مع استهداف قيادات وعناصر ميدانية مهمة.
2. الخسائر في البنية التحتية:
شنت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، استهدفت خلالها البنية التحتية العسكرية للجماعة، بهدف إضعاف قدراتهم الهجومية وعرقلة عملياتهم. وقد ركزت هذه الضربات على تدمير مواقع حيوية مثل مخازن الأسلحة، ومنشآت تصنيع الطائرات المسيّرة، ومراكز الاتصالات العسكرية، ومنصات إطلاق الصواريخ الباليستية.
ورغم صعوبة الحصول على بيانات دقيقة بسبب التعتيم الإعلامي وصعوبة الوصول الميداني، فإن التقارير المتوفرة حتى أبريل 2025 تشير إلى خسائر معتبرة في البنية التحتية العسكرية للحوثيين.
أنواع البنية التحتية المستهدفة:
1. مخازن الأسلحة
الأهمية الاستراتيجية:
تُعد هذه المخازن من الأهداف الحيوية، إذ يؤدي تدميرها إلى استنزاف مخزون الجماعة من الصواريخ، الطائرات المسيّرة، والمواد المتفجرة، ما يحد من قدرتها على تنفيذ هجمات مستقبلية.
التقديرات والتقارير:
تشير عدة تقارير إلى استهداف متكرر لمخازن الأسلحة، رغم ندرة الأرقام الدقيقة حول عددها أو محتوياتها. ومع ذلك، يُظهر تكرار هذا النوع من الضربات تركيزًا أمريكيًا واضحًا على تقويض القوة النارية للحوثيين.
2. منشآت تصنيع الطائرات المسيّرة (الدرونز)
الأهمية الاستراتيجية:
تُعد الطائرات المسيّرة من أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها الحوثيون في هجماتهم، سواء ضد السفن أو ضد الخصوم داخل اليمن وخارجه.
الاستهداف والتأثير:
أكدت مصادر عسكرية أمريكية، خصوصًا في مارس 2025، استهداف مواقع لتخزين وتجميع الطائرات المسيّرة في صنعاء ومناطق أخرى، بهدف شل قدرتهم على الإنتاج والتطوير. لم تُحدد أعداد المنشآت المدمرة، لكن التركيز على هذا النوع من الأهداف كان واضحًا ومستمرًا.
3. مراكز الاتصالات العسكرية
الأهمية الاستراتيجية:
تمثل هذه المراكز عنصرًا أساسيًا في تنسيق العمليات العسكرية وإدارة المعارك. تدميرها يضعف قدرة الجماعة على القيادة والسيطرة والتواصل.
مؤشرات الاستهداف:
أشارت تقارير محلية إلى وقوع انفجارات عنيفة في مناطق يُعتقد أنها تضم مراكز قيادة واتصالات، خصوصًا في صنعاء ومحيط وزارة الدفاع، ما يشير إلى ضربات دقيقة استهدفت البنية القيادية للحوثيين.
4. مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية
الأهمية الاستراتيجية:
تهدف هذه الضربات إلى تقليص قدرة الحوثيين على شن هجمات صاروخية تهدد الأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
أماكن الاستهداف:
استُهدفت مواقع الإطلاق في شمال صنعاء والمناطق الجبلية المحيطة بصعدة بشكل متكرر، خاصة بعد كل عملية إطلاق صاروخي. ورغم عدم توفر إحصائيات دقيقة، فإن التواتر العالي لهذه الضربات يعكس أهميتها.
تقديرات عامة لتأثير الخسائر:
- تعطيل القدرات الهجومية:
الهدف الأساسي لهذه الضربات هو إضعاف قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة، خاصة تلك التي تستهدف السفن والمصالح الإقليمية.
- إرباك سلاسل الإمداد والتصنيع:
أدى تدمير منشآت التصنيع والمخازن إلى صعوبات متزايدة لدى الجماعة في توفير الأسلحة والذخائر لقواتها.
- إضعاف منظومة القيادة والسيطرة:
استهداف مراكز الاتصالات أثر على التنسيق الداخلي للعمليات، وقلّص من فعالية اتخاذ القرار داخل قيادة الجماعة.
رابعًا: الانعكاسات السياسية والعسكرية
1. على المستوى المحلي (داخل اليمن)
- إضعاف القدرات الهجومية للحوثيين
أدت الضربات الأمريكية إلى تقليص القدرات العسكرية الهجومية للحوثيين، من خلال استهداف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ومخازن الأسلحة. وقد أسهم ذلك في تقليل التهديدات التي تمثلها الجماعة ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وحلفائها الإقليميين كالسعودية والإمارات.
- دعم عمليات التحالف العربي
شكّلت الضربات الأمريكية عامل ضغط إضافي على الحوثيين، ما منح قوات الحكومة والتحالف العربي أفضلية في عدد من جبهات القتال، وسهّل تنفيذ عمليات هجومية في مناطق كان من الصعب التقدم فيها سابقًا.
- تدمير البنية التحتية العسكرية للحوثيين
أسفرت الضربات عن تضرر كبير في أنظمة الدفاع الجوي والرادارات التابعة للحوثيين، مما منح قوات التحالف تفوقًا جويًا واضحًا وسهّل من تنفيذ عمليات جوية دقيقة دون مقاومة فعّالة من الدفاعات الحوثية.
- تأكيد الاعتراف الدولي
أعادت الضربات الأمريكية التأكيد على الاعتراف بالحكومة اليمنية (برئاسة عبدربه منصور هادي سابقًا، ولاحقًا مجلس القيادة الرئاسي) كممثل شرعي للدولة اليمنية، ما عزز موقفها السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية.
- زيادة العزلة السياسية للحوثيين
ترافقت الضربات مع تصاعد الضغوط الدولية لتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، مما أسهم في تقليص الدعم السياسي الخارجي الذي كانت تتلقاه الجماعة.
- استعادة زخم العملية السياسية
مع تراجع القدرات العسكرية للجماعة، قد تصبح أكثر انفتاحًا على الدخول في مفاوضات، رغم استمرار تمسكها بمواقف متشددة.
- الضغط لوقف الهجمات على الملاحة الدولية
أجبرت الضربات الحوثيين على إعادة النظر في تكتيكاتهم بالبحر الأحمر، ما قد يُمهّد لهدنة جزئية أو فتح نافذة للتهدئة الدولية.
- تعزيز الأمن في المدن الكبرى
ساهم تراجع الهجمات الحوثية في تحسين الوضع الأمني في عدن ومأرب، وهما من أبرز مراكز الحكومة.
أثر اقتصادي غير مباشر
- أدى انخفاض وتيرة هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية إلى تقليل المخاطر على البنية التحتية الاقتصادية، ما انعكس إيجابًا على الاستقرار في المناطق الخاضعة للحكومة.
2. على المستوى الإقليمي
- تعزيز التنسيق العسكري مع دول الخليج:
عمّقت الضربات مستوى التعاون العسكري والأمني بين الولايات المتحدة وكل من السعودية والإمارات، خاصة في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الدفاعات الجوية.
- تصعيد إيراني غير مباشر:
دفعت هذه العمليات إيران إلى تكثيف دعمها العسكري والتقني للحوثيين، وفقًا لتقارير استخباراتية غربية، ما يعكس تصاعدًا في التوتر الإقليمي.
3. على المستوى الدولي
- جدل قانوني في مجلس الأمن:
أثارت الضربات الأمريكية تساؤلات حول شرعيتها، لا سيما في ظل غياب تفويض أممي مباشر، ووجود تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في بعض العمليات.
- قلق روسي وصيني من التصعيد:
أعربت موسكو وبكين عن مخاوفهما من تحول البحر الأحمر إلى ساحة صراع مباشر بين الولايات المتحدة ومحور المقاومة (الذي يشمل الحوثيين وإيران)، محذرتين من تداعيات أوسع على الأمن والاستقرار الدوليين.
خامسًا: السيناريوهات المستقبلية
السيناريو الأول: استمرار الضربات بشكل محدود ومركز
تستمر الولايات المتحدة في ضربات دقيقة ضد مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة كلما نفذت الجماعة هجمات جديدة.
يتم ذلك بالتوازي مع جهود دولية لتقوية أمن الملاحة (عملية “حارس الرعد”) دون الانخراط في حرب شاملة.
التوقع: يحافظ هذا السيناريو على التوازن دون تصعيد، لكنه لا يحقق نصرًا حاسمًا على الحوثيين.
السيناريو الثاني: تصعيد عسكري أوسع ضد الحوثيين
تشمل ضربات أكثر كثافة تشمل غرف عمليات القيادة ومراكز القرار في صنعاء.
قد يشمل استخدام قوات خاصة لتنفيذ عمليات نوعية ضد قيادات حوثية.
التوقع: هذا السيناريو قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي، وربما إلى ردود فعل عنيفة من إيران، ويزيد الكلفة الإنسانية.
السيناريو الثالث: التوجه نحو تسوية سياسية شاملة
تسعى واشنطن من خلال الضغط العسكري إلى خلق “بيئة تفاوضية” جديدة تُجبر الحوثيين على الدخول في مفاوضات جادة.
يتم ذلك بدعم من الأمم المتحدة، وسعي سعودي لإنهاء الحرب ضمن صفقة إقليمية أكبر مع إيران.
التوقع: نجاح هذا السيناريو يتوقف على قدرة الأطراف الإقليمية على الضغط على إيران، ومدى تماسك الحوثيين داخليًا.
سادسًا: الخلاصة والتوصيات
الخلاصة:
الضربات الأمريكية ضد الحوثيين هي نتاج تراكم لعدة سنوات من التهديد الحوثي المتزايد لمصالح حيوية دولية وإقليمية. وبينما نجحت هذه الضربات في توجيه رسائل ردعية وتحقيق بعض النجاحات التكتيكية، فإنها لم تؤدِّ إلى إنهاء التهديد أو تغييره جذريًا، بل فتحت الباب لاحتمالات التصعيد الإقليمي.
التوصيات:
- عدم الاقتصار على الحل العسكري، بل دمجه بمسار دبلوماسي شامل يضم القوى الفاعلة في اليمن.
- تعزيز الشراكة مع الدول الإقليمية لحماية الملاحة، دون إثقال كاهل اليمن المتضرر أصلًا.
- تحييد المدنيين بشكل صارم لتجنب إعطاء الحوثيين مادة دعائية تبرر استمرارهم.
- إشراك الصين وروسيا في جهود استقرار البحر الأحمر لضمان توافق دولي شامل حول حماية الممرات الدولية.