دبلوماسية جنوبية لصحيفة أجنبية: رفضنا وضع المراقب في الأمم المتحدة ونطالب بمقعد كامل [ترجمة خاصة]

الجنوب اونلاين| جيروزاليم بوست : ترجمة خاصة
بقلم: أوهاد ميرلين
في أول مقابلة من نوعها لمسؤولة من المجلس الانتقالي الجنوبي (STC) مع صحيفة إسرائيلية، أدانت سمر أحمد الهجمات الحوثية على البنية التحتية الإسرائيلية.
وقالت سمر أحمد، ممثلة الشؤون الخارجية لدولة جنوب العربية في الأمم المتحدة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في حديث لـ جيروزاليم بوست:
“استهداف المطارات المدنية عمل إرهابي سافر”.
وأضافت: “الهجوم على مطار بن غوريون هو جزء من نمط أوسع من العدوان الحوثي المدعوم من إيران، والذي حوّل شمال اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين إلى منصة لإثارة الفوضى الإقليمية”.
أحمد، التي وُلدت ونشأت في مدينة عدن بجنوب اليمن، انتقلت إلى الولايات المتحدة في سن العاشرة. وهي تحمل خلفية أكاديمية ومهنية في مجالي الطب والدفاع السياسي.
على مدى العقدين الماضيين، عملت أحمد على إيصال صوت جنوب اليمن إلى المنصات العالمية، خاصة في الولايات المتحدة والأمم المتحدة. وفي هذه المقابلة الأولى من نوعها مع صحيفة إسرائيلية، أدانت الهجمات الحوثية ضد البنية التحتية الإسرائيلية، ودعت إلى تعاون مبني على مبادرة السلام العربية.
وقالت: “الحوثيون استخدموا كذلك صواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية لمهاجمة المطارات والبنية التحتية المدنية في جنوب اليمن، والسعودية، والإمارات”.
وأضافت: “يجب أن يثير هذا قلقاً عميقاً لدى المجتمع الدولي”، مؤكدة أن “استمرار الحوثيين في السيطرة على صنعاء، وعسكرتهم للمسارات الإنسانية والسياسية، يهدد جميع فرص السلام”.
وأكدت أن “الحل الفعّال يجب أن يجمع بين الضغط السياسي، والعقوبات، والدعم للقوى المحلية التي تقاوم التوسع الحوثي، خصوصًا في الجنوب”.
رسالة من الجنوب
“جنوب العربية” يشير إلى المنطقة التاريخية التي كانت تُعرف بدولة اليمن الجنوبي قبل الوحدة مع الشمال عام 1990.
عاصمتها مدينة عدن، وتمتد أراضيها من مضيق باب المندب حتى محافظتي حضرموت والمهرة شرقاً.
في الوقت الراهن، تقع هذه المناطق تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تأسس في مايو 2017 خلال الحرب اليمنية كممثل لشعب الجنوب.
وأضافت أحمد: “نحن نهدف إلى استعادة استقلال الجنوب وبناء دولة اتحادية ديمقراطية قائمة على العدالة والسلام والاستقرار الإقليمي”. وأشارت إلى أن قضية الجنوب لم تحظَ بعد بالاهتمام الدولي الكافي، وهو ما تسعى لتغييره من خلال عملها السياسي في واشنطن والأمم المتحدة.
وكشفت: “عُرض علينا وضع مراقب في الأمم المتحدة، لكننا رفضناه. نحن نريد مقعداً كاملاً كما كان لنا قبل عام 1990”.
وحول الوضع الحالي في اليمن، وصفت أحمد المشهد بأنه “واقع متشظٍ نتيجة التصعيدات المستمرة والإرهاب الحوثي”.
وأوضحت أن الحوثيين، بدعم من إيران، “يسيطرون على صنعاء ومعظم شمال اليمن، ويمارسون الإرهاب بحق المدنيين ويستخدمون هذه المناطق لنشر العنف إقليميًا وتعطيل الملاحة الدولية”.
وفي المقابل، تقول إن الجنوب “الذي تم تحريره من الحوثيين عام 2015 بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، يتمتع باستقرار نسبي عبر الحكم المحلي وقوات الأمن الجنوبية”.
التحديات في الجنوب
وتحدثت أحمد عن التحديات التي تواجه الجنوب حاليًا، قائلة: “عسكريًا، تدافع القوات الجنوبية عن مناطقنا ضد توسع الحوثيين وتهديدات القاعدة، بدعم دولي محدود. أما إنسانيًا، فالوضع مأساوي نتيجة سنوات الحرب والانهيار الاقتصادي”.
اقتصاديًا، وصفت الجنوب بأنه يعاني من “بنية تحتية مدمرة بسبب الحرب وانهيار العملة، نتيجة قصف الحوثيين لموانئ تصدير النفط في شبوة وحضرموت، مما أدى إلى توقف الصادرات النفطية وحرمان الحكومة من الإيرادات”.
بعثة جديدة في واشنطن
هذا الأسبوع، افتتح المجلس الانتقالي الجنوبي بعثته في واشنطن، تزامنًا مع الذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017، الذي منح عيدروس الزُبيدي تفويضًا بتأسيس المجلس كممثل لشعب الجنوب.
وقالت أحمد لـ جيروزاليم بوست: “البعثة تعمل كجسر يربط الجنوب بالحكومة الأمريكية، ومراكز الأبحاث، والإعلام، والجالية الجنوبية”.
وأوضحت أن مهامها الأساسية تشمل “الدفاع عن رؤية المجلس السياسية، وتعزيز الانخراط الدبلوماسي، والترويج للتعاون الأمريكي مع الجنوب في مكافحة الإرهاب والأمن البحري، ونقل الواقع على الأرض لصنّاع القرار الأمريكيين”.
وأضافت أن الوفد على تواصل مباشر “مع مختلف مستويات الحكومة الأمريكية ويرحب بمزيد من الحوار”.
وعندما سُئلت عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لدعم قضيتهم، أجابت: “هدفنا السياسي الأساسي هو استعادة استقلال جنوب اليمن سلميًا من خلال مفاوضات مدعومة دوليًا”.
وأردفت: “نريد بناء مؤسسات ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والحكم الرشيد، ونعتقد أن للولايات المتحدة دوراً حاسماً ليس فقط عسكريًا، بل دبلوماسيًا، من خلال دعم جهود السلام الشاملة التي تعكس إرادة شعب الجنوب”.
وأكدت أن المجلس الانتقالي الجنوبي أظهر التزامه بالأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وهو ما يتماشى مع المصالح الأمريكية.
احتمالات التعاون مع إسرائيل
وعن إمكانية التعاون بين إسرائيل والمجلس الانتقالي، شددت أحمد على أن المجلس يشارك جيرانه رؤية السلام في المنطقة، ويؤيد مبادرة السلام العربية التي تقودها السعودية.
وأوضحت: “نحن نؤيد السلام والحوار، وهناك بلا شك مجال لحوار براغماتي وتعاون حيث تتلاقى المصالح المشتركة، خصوصًا في مجالات تنفيذ السلام والأمن، مكافحة الإرهاب، والاستقرار البحري في البحر الأحمر وخليج عدن”.
“العدو هو الحوثي وليس إسرائيل”
ورداً على سؤال عما إذا كانت تخشى من التحدث إلى صحيفة إسرائيلية، أجابت أحمد:
“الذين يقتلوننا هم الحوثيون، وليس إسرائيل. نحن لا نفرض قيوداً على من نتحدث إليه، ومواقفنا من قضايا المنطقة واضحة”.
وأضافت: “لدينا أصدقاء أمريكيون يهود، كثير منهم من أصول يمنية وعدنية. مأساة اليمن ليست فقط نزاعًا سياسيًا، بل كارثة إنسانية. شعب الجنوب يطمح لبناء دولة ديمقراطية سلمية تساهم في استقرار المنطقة وترفض التطرف”.
واختتمت بالقول: “نأمل أن تنظروا إلى نضالنا من منظور العدالة والقيم المشتركة للكرامة والحرية والتعايش.
صوتكم في تشكيل السياسة الأمريكية ودعم القضايا العادلة له تأثير قوي، وندعوكم للوقوف معنا من أجل السلام والمساءلة وحق تقرير المصير في جنوب العربية”.