إستقالة العولقي: صرخة ضد الدولة العميقة وإمتحان صارم للمجلس الإنتقالي الجنوبي

بقلم: أرسلان السليماني
لم تكن استقالة سالم ثابت العولقي من رئاسة الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني مجرد خطوة إدارية، بل إنذار سياسي صارخ، يعكس حجم التحديات التي تواجه المشروع الوطني الجنوبي ويكشف هشاشة المؤسسات أمام الفساد المستشري والدولة العميقة.
العولقي، أحد أبرز كوادر المجلس الانتقالي الجنوبي، رفع الستار عن حقيقة صادمة: مؤسسات الدولة الجنوبية لا تزال رهينة الفساد والتزوير والمصالح الشخصية، وأن محاولات الإصلاح تواجه جدارًا صلبًا من العراقيل المصطنعة.
في قراءة خطاب استقالة العولقي، يكشف فساد بلا حدود في واقع الأرض الجنوبية بـ النهب المنظم للأراضي العامة، وتزوير المستندات، وعمليات بيع وهمية للأملاك العامة، وتعطيل الإصلاحات.
الرسالة واضحة: هناك دولة عميقة تتحرك داخل مؤسساتنا، تسعى لاستعادة نفوذها، وتستفيد من ضعف الرقابة والفراغ القانوني لتبقى خارج المحاسبة، مستغلة المناصب التي حصل عليها البعض عبر التسلق السياسي، بعيدًا عن روح الحراك الجنوبي ومبادئه.
هذه الوقائع ليست مجرد تجاوزات فردية، بل استراتيجية منظمة تهدف لإفشال أي مشروع وطني جنوبي حقيقي.
استقالة العولقي تمثل امتحان حقيقي للمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم فهو أمام اختبار مصيري إما أن يتخذ إجراءات صارمة تحمي الكوادر الوطنية والكفاءات، وتقطع الطريق على الفاسدين والمتسللين.
أو أن يسمح للدولة العميقة بالهيمنة على القرار وإفشال مشروع الدولة الجنوبية، وهو ما سيكون بداية انهيار مؤسسات الدولة بالكامل.
هذا الامتحان ليس تنظيميًا فحسب، بل سياسيًا وإداريا وقوميًا، ويحدد مستقبل المشروع الوطني الجنوبي. الاستقالة تمثل جرس إنذار لا يمكن تجاوزه، فالسكوت أو التساهل يعني أن أحلام الجنوب في الدولة المستقلة ستنهار أمام الفساد والاستحواذ.
استقالة رئيس الهيئة العليا لمصلحة أراضي وعقارات الدولة الاستاذ سالم ثابت العولقي تحمل دلالات سياسية واضحة
- الإصلاح الجذري ضرورة وطنية: حماية المؤسسات من الفساد وتطبيق الشفافية والمساءلة.
- حماية الكوادر الوطنية: كفاءات مثل العولقي تمثل العمود الفقري لأي مشروع جنوبي ناجح، وفقدانها سيكون كارثة.
- محاربة الاختراق الداخلي: المتسلقون الذين لم يأتوا من رحم الحراك الجنوبي ويستغلون المناصب لتحقيق مصالح شخصية يجب وضعهم أمام المحاسبة.
استقالة العولقي هي بمثابة رسالة إيصالها أنه لا مكان للضعفاء أو المتخاذلين وهي ليست مجرد فقدان شخصية قيادية، بل لحظة اختبار حقيقية للمجلس الانتقالي الجنوبي الرسالة صريحة: إما إرادة سياسية وطنية لإصلاح المؤسسات وحماية مشروع الدولة الجنوبية، أو استمرار الفساد وسيطرة الدولة العميقة على مصير الجنوب.
إنها دعوة للجنوب كلو الإفصاح وفضح الفاسدين من أجل الدولة الجنوبية الحقيقية لا يتوقف عند الكلمات، بل يحتاج إرادة قوية وشجاعة سياسية لا تقبل المهادنة أو التسويف.