تقارير وتحليلات

تحليل إخباري: “كابوس” وادي حضرموت.. لماذا طويت صفحة “قابوس” الآن؟ ودلالات الرسائل المبطنة

الرياض/ خاص

أعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم تنفيذ حُكم القتل تعزيرا بحق مقيم من الجنسية اليمنية (قابوس بن مجاهد بن سيف العبيدي)، لإدانته بالانضمام إلى تنظيم إرهابي خارجي وقتل رجال أمن وتمويل الإرهاب، ورغم إيجاز البيان الرسمي، إلا أن خلفيات هذا الملف تفتح أبوابا واسعة من الأسئلة حول التوقيت، والجهة التي كانت توفر الغطاء لأخطر “قاتل مأجور” عرفه وادي حضرموت خلال العقد الأخير.

“قابوس” أو “الكابوس”: الصندوق الأسود للاغتيالات
لم يكن “قابوس” مجرد إرهابي تقليدي، بل كان “كنز أسرار” متنقلاً على دراجة نارية في مناطق شبام والحوطة. وتكشف المعلومات أن الرجل كان يعمل كأداة قتل عابرة للأيديولوجيا؛ نفذ عمليات اغتيال سياسي لصالح أجندات متباينة، شملت تنظيمات متطرفة وقوى حزبية (الإخوان)، وصولاً إلى تنفيذ أجندات خارجية وتصفيات استهدفت حتى الفلاحين البسطاء الذين قاوموا نهب أراضيهم.

أبرز محطات سجله الدموي:

اعترافات صادمة: أقرّ “قابوس” بعد القبض عليه بارتكاب 54 جريمة قتل في مناطق الوادي،منها
استهداف العمق السعودياذ ثبت تورطه المباشر في اغتيال ضباط سعوديين في وادي حضرموت (2021/2022)، وهو ما جعل ملفه أولوية قصوى لدى الجانب السعودي.
لكن كيف سقط “الكنز”؟
إحدى أهم النقاط التي يعيد تنفيذ الحكم تسليط الضوء عليها هي طريقة الاعتقال، اذ سقط قابوس في عملية استخباراتية وعسكرية خارج مسرح العمليات نفذتها قوات النخبة الحضرمية.
حيث تحركت قوة النخبة سراًّ من الساحل إلى الوادي، ودون أي تنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الأولى التي كانت تسيطر على المنطقة وعلى ارتباط مباشر بمرتكب الاغتيالات في مؤشر واضح من التحرك السري حينها على انعدام الثقة الأمنية. جرى نقل “قابوس” عبر “وادي سنا” إلى الساحل حيث خضع لتحقيقات مكثفة كشفت شبكة العلاقات المعقدة التي كانت تديره، قبل أن يتم تسليمه للسلطات السعودية قبل أكثر من عامين.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا الآن؟
يثير تنفيذ الحكم بعد عامين من الاحتجاز تساؤلات سياسية هامة، ويرى مراقبون أن الإعلان في هذا التوقيت يحمل رسائل تتجاوز مجرد القصاص وأبرزها:
١_ إدانة ضمنية لمنظومة الوادي التي تسيطر عليها المنطقة الاولى في ءلك الوقت :
اذ تحرك “قابوس” بحرية تامة لسنوات على دراجته النارية، وتنفيذه عشرات الاغتيالات دون أن تعترضه نقطة عسكرية واحدة تابعة للمنطقة الأولى، وهذا يعزز السردية المطالبة برحيل هذه القوات ويؤكد أنها كانت بجمودها أو بتواطؤ عناصرها توفر بيئة آمنة للإرهاب.

٢_ تعزيز شرعية القوات الجنوبية: اذ يمنح هذا الملف قوة دفع للمطالب الشعبية والسياسية بتمكين القوات الجنوبية (النخبة والدفاع) من ملف أمن الوادي والصحراء، فإذا كانت النخبة قد نجحت في “اقتناص” رأس الأفعى في عقر دار خصومها، فإنها الأجدر بتثبيت الاستقرار الى جانب بقية القوات الجنوبية .
٣_ رسالة حزم سعودية:
ان تنفيذ الحكم هو تأكيد على أن دماء الضباط السعوديين والعبث بأمن المنطقة خط أحمر، وأن الحماية السياسية التي قد يتمتع بها بعض القتلة لن تعصمهم من القصاص وإن طال الزمن.

وخلاصة لماسبق يمكن القول
إن طي صفحة “قابوس” اليوم ليس مجرد نهاية لقاتل مأجور، بل هو استدعاء لملف الانفلات الأمني الممنهج في وادي حضرموت، يبرز الحدث كدليل دامغ يسوقه ابناء الجنوب عامة والقوى الحضرمية المطالبة بالتغيير، مفاده أن الأمن في الوادي لن يتحقق إلا بقوة تؤمن بالأرض وتستطيع ملاحقة الإرهابيين في مخابئهم، تماماً كما فعلت النخبة في عملية اعتقال “الكابوس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى